المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف أحوال مصرية

جبال الثلج: لقطات من حياة المهمشين: طيارين دليفري

صورة
- لأ مش هتدخل وريني كارنيه الشغل أو بطاقتك الشخصية الأول. - يفرق معاك في إيه إليونيفورم، "الأوردر" سليم و بإسم أستاذ ... و ده رقم موبايله إتصل بيه على الداخلي، هيقولك ماشي. -والله ما هتدخُل أنا أصلا شاكك فيك. - الله يكرمك كده هتعملي مشكله وهتضيع عليا "التيبس". خرجت مسرعاً إلى رجل الأمن بعدما التقطت أُذني تلك المشادة الكلامية كما تجمع غيري من الموظفين، كان المشهد غريباً جداً : فرجل الدليفري أو "الطيار" كما هي شهرتهم في تلك المهنة كان يرتدي "يونيفورم" شركته الأصلية وهي سلسله مطاعم أمريكية شهيرة متخصصة في وجبات الدجاج ذو الخلطة السرية الشهيرة ولكنه كان يحمل أوردر من سلسلة مطاعم أخري منافسه متخصصة في "وجبات البرجر" ،وما ذاد الأمر تعقيداً أن الأوردر بنفس اسم زميلنا وسرعان ما تجمع جمع من الموظفين و تصاعدت حدة التعليقات السخيفة من جانب الموظفين : صاح "حبيب البنات": ايه يا ريس الأصطباحه إشتغلت ولا ايه؟ تبادل معه "أراجوز الشله" "إفيه" أكثر سخافة: - طب الفقرة دي إتصورت لو عا

السر الدفين : قصة من الحياة

صورة
أشحت بوجهي بعيدا وألقيت بعقب السيجارة على الأرض وسحقته في حنق، كنت أريد أن يمر الوقت سريعا، فلم تعد اذناي قادرتان لا على سماع صوت المقرئ الأجش في تلك الليلة الباردة ولا على سماع ذلك الرجل الذي اخذ في الكذب وادعاء بطولات لم تحدث بينه وبين المرحوم.

عيال ضايعة: حكاية سائق التوكتوك في شارع المدارس

صورة
صورة أرشيفية ساقتني الأقدار ذاك اليوم لأركب "توكتوك" أثناء اصطحاب صغيري من حضانته القريبة من البيت، وكان الوقت مزدحماً لأنه موعد خروج المدارس الكثيرة من حولنا.. سائق التوكتوك ولد صغير لا يزيد عن الخامسة عشرة من عمره، شعره مملس بالجيل: تسريحة الديك! ينظر الولد إلى مجموعة من طلبة المدارس التجريبية واللغات - أولاد وبنات – وهم يعبرون الشارع إلى جزيرة المنتصف -           سائق التوكتوك ( ضاحكا متهكما) : عيال ضايعة! ههه -           لم أنتبه في البداية .. -           ثم كررها.. -           أنا : عفوا! -           عيال ضايعة!.. مشيراً مجموعة الأولاد والبنات التي وصلت إلى الجزيرة في منتصف الشارع.. -           وفي هذه اللحظة اقترب التوكتوك منهم -           سائق التوكتوك ( ناظرا إليهم وهم لا يدركون أنه يكلمهم بسبب ضوضاء الشارع): -  مش عيب كدة؟! -           لم يسمعه الأولاد وأكملوا عبور الشارع. -           سائق التوكتوك (باسماً متهكما): أهو الواد ده لو خرج بره المنطقة دي واترفع عليه سلاح قد كده ( مشيرا إلى طول إصبعه السبابه) هيجري وي

يبقى انت اكيد في مصر

صورة
تنويه: يحتوي هذا المقال على عبارات و الفاظ مصريه صميمه!!! البيض: مع حلول اعياد شم النسيم تتباري الشركات السياحية  والفنادق في محاوله لزياده عدد الغرف المحجوزة وعدد الليالي السياحية عن  طريق تخفيض اسعارها و التسويق للمصريين عن طريق الشركات و الهيئات و النقابات  . استيقظ السيد (ك) في يوم شم النسيم في احد الفنادق الاربع نجوم بالمدينة الساحلية علي البحر الاحمر علي صوت اغنيه الدنيا ربيع  للراحلة سعاد حسني , لم يكن في حاجه الي تشغيل التلفاز فقد تركه مفتوحا طوال الليل مع تخفيض الصوت حتي يستطيع ان ينام هو و عائلته السعيدة بالإضافة الي انوار الغرفة ليس هذا فقط بل جهاز التكييف, ظل مفتوحا طوال الأربعة ايام التي حجزها له قريب له و الذي يعمل بنفس الفندق , بسعر مخفض. علي الرغم من ان السيد (ك) في الاحوال العادية من اكثر الناس محافظه علي استهلاك الكهرباء ,فقط في بيته!! و لا يكف عن الصراخ اناء الليل و اطراف النهار لإغلاق باب الثلاجة و الانوار الزائدة بل لا يتم استخدام الانوار الا مع زوال اخر ضوء من النهار !!! استيقظ و ازعج  الأسرة كلها للاستيقاظ. يالا يا ولاد ا

وما تدري نفس بأي أرض تموت - قصة حقيقية

صورة
بدأت القصة بمكالمه تليفونيه وانتهت أيضا بمكالمه تليفونيه ,عرفت من خلالها و لأول مره في حياتي انه توجد مقابر رسميه  للجالية الألمانية المقيمة بمصر. اتصلت بي بصوت مرتعش و انفعال ذائد  صديقه المانيه  فاضله  : - ممكن اخد رقم تليفون  مدام  (م)؟ - خير ؟ - مدام (م) في المستشفى بين الحياه و الموت في غيبوبة غير معروفه الاسباب و اريد ابلاغ ابنتها شيئا ما. استوعبت لاحقا ان المحمول الخاص بالسيدة المسنه في حوزه ابنتها الأن و التي قدمت من المانيا  خصيصا, لان السيدة في مراحل متأخرة تماما و قد تفارق الحياه في اي لحظه. (و مدام (م)  هي سيده مسنه المانيه ايضا مقيمه بالمدينة الساحلية التي اقيم بها و كنت اساعدها في بعض الاحيان قدر استطاعتي و ربما ترجمت لها عبر الهاتف ما يقوله لها احد الباعة او محصل الكهرباء او خلافه وكنت اعلم انها مريضه منذ فتره و ان كانت علاقاتها بأبنائها سيئة للغاية فهم عائله مفككه هجرها ابناؤها منذ سن مبكره و هي فضلت الإقامة بمصر لاعتدال مناخها النسبي). هدأت من روعها و اعطيتها رقم  الهاتف و اكدت لها رغبتي في المساعدة  اذا احتاجت شيئا اخ

يا ما في الحبس مظاليم

صورة
يا ما في الحبس مظاليم. قبل سنوات. كنت اسرع الخطى واهرول في سباق مع الزمن ، فقد كان علي دخول المطار خلال 20 دقيقه , ستهبط الطائره و كان علي استقبال الافواج القادمه علي متنها, عدد كبير و المخاطره كبيره ، راهنت  علي خبرتي وعلي  عدد الدقائق الاضافيه التي يحتاجها الطيار للهبوط  و توقف المحرك تماما قبل ان تتوجه الحافلات لنقل الركاب الي صاله الوصول. اشرت الي اقرب تاكسي و بالمصادفه كان السائق الذي اعرفه, عملت معه كثيرا حيث كان لدي عائلته سياره كبيره كنا نستخدمها لنقل السائحين من و الي الفنادق المختلفه و في وقت راحته كان يعمل علي تاكسي كان دؤوب و دمث الخلق لم يمنعني التأخير من ممازحته بالمزحه المكرره كلما نظرت الي شعره  المجعد: =مين اللي عمل فيك كده. =الزمن. =ماتحلقش عنده تاني. انطلقت السياره في سرعه كبيره  و لكن علي بعد امطار جذب مكابح السياره بكل قوه, فهناك حادثه كبيره علي الطريق سياره شرطه مسرعه صدمت شابا و هربت شاهدنا السياره و ان لم نستطع ان نلحق بها,حيث صعدت علي الرصيف و هربت من  الاتجاه المعاكس, توقف سائقي بشهامه لنقل المصاب