من مقال للدكتور علي الطنطاوي، قصة رائعة،، قصة المرأة التي كان ولدها مسافرًا، وكانت قد قعدت يوما تأكل وليس أمامها إلا لقمة إدام وقطعة خبز، فجاء سائل فمنعت عن فمها وأعطته وباتت جائعة. فلما جاء الولد من سفره جعل يحدثها بما رأى قال: ومن أعجب ما مر بي أنه لحقني أسد في الطريق، وكنت وحدي فهربت منه، فوثب علي وما شعرت إلا وقد صرت في فمه، وإذا برجل عليه ثياب بيض يظهر أمامي فيخلصني منه ويقول لقمة بلقمة، ولم أفهم مراده فسألته أمه عن وقت هذا الحادث وإذا هو في اليوم الذي تصدقت فيه على الفقير نزعت اللقمة من فمها لتتصدق بها فنزع الله ولدها من فم الأسد الصدقة تدفع البلاء ويشفي الله بها المريض، ويمنع الله بها الأذى وقد وردت فيها الآثار، والذي يؤمن بأن لهذا الكون إلهًا هو يتصرف فيه وبيده العطاء والمنع وهو الذي يشفي وهو يسلم، يعلم أن هذا صحيح. والنساء أقرب إلى الإيمان وإلى العطف، وأنا أخاطب السيدات وأقول لكل واحدة ما الذي تستطيع أن تستغني عنه من ثيابها القديمة أو ثياب أولادها، ومما ترميه ولا تحتاج إليه من فرش بيتها، ومما يفيض عنها من الطعام والشر