المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف كوميديا

لماذا أستمر في مشاهدة ساينفيلد طوال هذه السنوات (وربما لن أتوقف أبدًا)

صورة
بعض المسلسلات تمر مرور الكرام، والبعض الآخر يبقى معك للأبد.  بالنسبة لي، ساينفيلد من النوع الثاني. لا أعلم عدد المرات التي شاهدته فيها—من البداية للنهاية، أو شاهدت حلقات عشوائية في منتصف الليل—وما زلت أعود إليه كل مرة وكأنها الأولى. هو بالنسبة لي مثل استراحة للعقل - مهرب لعالم لطيف، يشبه الهرب إلى مجلة كوميكس محببة إلى النفس. المضحك أني لا أستطيع دائمًا أن أشرح لماذا أحبه بهذا الشكل. فهو ليس دراميًا، ليس مبهرجًا، لا يحاول إعطائي دروسًا في الحياة أو يجعلني أبكي. وربما هذا بالضبط ما يجعله مميزًا. ساينفيلد يتحدث عن... لا شيء. ومع ذلك، هذا "اللا شيء" يمنحني شعورًا حقيقياً بالهدوء. في عالم مليء بالفوضى والتسارع والضجيج، هناك راحة غريبة في مشاهدة أربع شخصيات تتجادل حول مكان صفّ السيارة، أو تنشغل بمكالمة هاتفية غير ضرورية. ساينفيلد هو مهرب صغير من كل هذا الزحام. لحظة أرتاح فيها من الأخبار السيئة الكارثية التي تحيط بهذا العالم ، من المسؤوليات التي تكتم الأنفاس، من كل شيء. فقط أنا، ولقطة عبقرية   لكرامر  -ملك الأداء التمثيلي الجسدي -وهو يبالغ في رد فعله كعادته :) مشاهدة ساين...

العصر الحجري والفجوة بين الأجيال

صورة
يظهر الأب، المرسوم كرجل كهف من العصر الحجري ، وهو يوبّخ الطفل الذي يلعب بالصخور - بالطبع لاشيء آخر فهم في العصر الحجري! - ويقول مغتاظاً من استمتاع ابنه باللعب بالحجر قائلاً إن طفولته كانت أكثر بدائية،  و "أنه لم يكن لديه شيء ليلعب به سوى "الهواء"! مستكثراً على ابنه الاستمتاع باللعب بالحجر وأنه يعيش في رفاهية عصره الكبرى التي لم يتمتع بها الأب في طفولته،  وأنه لم يكن هناك "حجارة" في عصره بل لم يكن هناك سوى "الهواء"! ... هذه المبالغة تبرز الفكرة بطريقة ساخرة، حيث يُبرز هذا الكاريكاتير بشكل فكاهي الحنين المبالغ فيه للماضي  و "الزمن الجميل" وسردية "في أيامنا كان الوضع أصعب"  و "أنتم لم تروا شيئاً مما عشناه!"و"أنتم في نعمة" التي غالبًا ما يستخدمها الجيل الأكبر.. يستخدم الكاريكاتير السخرية والعبثية للتندّر على الطريقة التي يُقلّل بها الكبار أحيانًا من أهمية تجارب الأجيال الشابة وأسلوب حياتهم وسمات عصرهم . إنها لمسة فكاهية على فكرة أن كل جيل يرى نفسه على أنه واجه تحديات أكبر، حتى عندما يكون السياق غريبًا أو غير من...

معنى الصديق اللدود: كاريكاتير الذئب الحكيم والخروف الحزين

صورة
  يصور هذا الرسم الكاريكاتيري الفريد من نوعه، ذئباً جالساً بجانب خروف على حافة جرف صخري مطل على البحر في مشهد غروب الشمس الحزين. الخروف يبدو حزيناً مكتئباً مطأطأ الرأس، والذئب يحاول أن يواسيه، قائلاً:  "إذا كنت تشعر بالحزن، يمكنني أن آكلك".  إن الغموض الذي يظلل هذا الكاريكاتير يمكن تفسيره بطرق مختلفة... التفسيرات المحتملة:  1. **الفكاهة السوداء:** يمكن أن يكون الهدف من الكاريكاتير هو إلقاء نكتة سوداء، مستغلاً علاقة (صداقة/عداوة) أزلية بين الذئب والخروف. يمكن أن تكون طريقة هزلية للقول إن الذئب (الصديق/العدو) على استعداد لفعل أي شيء، حتى شيء دراماتيكي مثل أكل الخروف "صديقه"، ليُشعِرَه بتحسن. 2. **الانتقاد الاجتماعي:** يمكن أن يكون الكاريكاتير تعليقاً على كيفية تقديم الناس في كثير من الأحيان نصائح غير مفيدة أو حتى ضارة للأشخاص الذين يعانون من مشاكل الصحة النفسية والعقلية. اقتراح الذئب بأكل الخروف ليس بالتأكيد طريقة مفيدة أو مناسبة للتعامل مع الحزن. يمكن أن نكون تلك الصورة وسيلة لتسليط الضوء على الحاجة إلى مزيد من الفهم والتعاطف عند التعامل مع مشاكل الصحة النفسية والع...

ماذا يحدث حين تقول " لا يمكن أن تسوء الأمور أكثر من ذلك"؟

صورة
تجمع الرسوم الكاريكاتيرية الناجحة بين الفكاهة والفكرة ، مما يمنح القراء مزيجًا من الضحك ولحظة من التفكير. الكاريكاتيران المعروضان في هذه المقالة يشتركان في موضوع مشترك ألا وهو: وضع التفاؤل أو التحسن الظاهري في مواجهة منعطف ساخر ومفاجئ. لنستعرض موضوعاتهما ورسائلهما وجوانب الفكاهة فيهما. 1. "حسناً، على الأقل، لا يمكن أن تسوء الأمور أكثر من ذلك" في هذا الكاريكاتير، يبدو أن رجلًا غرقت سفينته تقطعت به السبل على جزيرة صغيرة يحاول أن يقنع نفسه أن الأمور قد بلغت أسوأ حالاتها ولا يمكن أن تسوء أكثر من ذلك، لكن الفكاهة تظهر مع وجود دب قطبي مفترس يقترب منه على قطعة جليد عائمة. يجسد هذا المشهد مبدأ قانون مورفي: "أي شيء يمكن أن يسوء، سيسوء بالفعل." الموضوعات والتعليق: سخرية التفاؤل: إعلان الرجل عن يأسه سرعان ما يُقابل بظهور تهديد أكبر. هذا التناقض يعكس الميل البشري للاعتقاد بأنهم شهدوا الأسوأ، ليفاجئوا بعد ذلك بما هو أصعب. إيحاءات بيئية: وضع الدب القطبي، الذي يبدو عالقًا على قطعة جليد ذائبة، يلمح أيضًا إلى تأثيرات تغير المناخ. وعلى الرغم من أن هذه ليست الفكرة الأساسية للكاريكاتي...

​الدب والأرنب: عبثٌ في مراحيض الغابة

صورة
هذا الكاريكاتير الفكاهي العبقري يصوّر دبًا وأرنبًا في موقف كوميدي، حيث يجلس الدب والأرنب في مكانٍ ما من الغابة يتبرزان جماعة ويتحدثان (وكأنه مرحاض عام في روما القديمة)... 1.يسأل الدب الأرنب: "هل يزعجك أن يكون فراؤك متسخًا بالبراز؟" فيرد الأرنب بثقة: "لا!" 2. النكتة: في اللوحة التالية، يستخدم الدب الأرنب لتنظيف مؤخرته، مستغلًا إجابة الأرنب. تنبع الكوميديا من التحوّل المفاجئ حيث تنقلب كلمات الأرنب عليه، مما يخلق موقفًا عبثيًا ومبالغًا فيه كما هو شائع في هذا النوع من الرسوم الكاريكاتيرية، التي بعد الابتسامة تثير بعض التأملات التي نرصدها فيما يلي ولعلها تثير بعض الفكر في رؤوسكم أيضاً:  الدب، كونه دباً، لا يشعر بمشاعر الأرنب ويرى الحيوانات من حوله كأشياء وُجِدَت لخدمة وجوده هو... تصرف الدب في هذه القصة الكاريكاتورية يمكن تفسيره على أنه انعكاس لطبيعته الغريزية وعدم قدرته على التعاطف مع مشاعر الأرنب. هو بوصفه دباً، فإنه يعمل من منظور بدائي، يركز على احتياجاته الخاصة ويعامل العالم من حوله – بما في ذلك الحيوانات الأخرى – كأدوات لحل مشكلاته. هذا يثير نقاشاً مهماً حول كيفية إد...

رسمة : الناجيان على الجزيرة والنظارة - 4 -10- 1984 : جاري لارسون

صورة
    إلى أولئك الذين لا يفقدون روح الدعابة حتى في أحلك الظروف.. إلى ما يقدرون على الابتسامة حتى بعد غرق السفينة ... رسمة كاريكاتير اليوم من رسم فنان الكاريكاتير العبقري جاري لارسون ، وقد نشرت بتاريخ 4 أكتوبر 1984  نص الرسمة: "بوب! استيقظ! بوب! سفينة! أعتقد أني أرى سفينة! ... أين نظاراتك؟" وهو يحمل خلف ظهره فرشاة تلوين (لا نعرف من أين أحضرها على تلك الجزيرة!) وأمامنا مباشرة نظارات بوب وقد رسم على عدساتها شكل سفينة، حتى إذا ما وضعها على عينيه يرى سفينة! لعلها تسرية عن نفس "بوب" اليائسة وقد يكون مقلباً ساخناً من أجل الضحك والسخرية.. لا نعلم.. نرى في تلك الرسمة فكرة من الأفكار العديدة المتكررة في رسومات جاري لارسون ، وهي الناجين من السفن الغارقة على الجزر، ذلك الموقف النادر الذي يمكن أن يفرز الكثير من المواقف والتصرفات والكوميديا كذلك... حاملو مشاعل النور في أحلك اللحظات، عندما تبدو الظلال السوداء وكأنها تبتلع الأمل كليًا، هناك أفراد نادرون يرفضون التخلي عن ضحكاتهم. إنهم حاملو النور - أناس يرون السخرية في الخوف، والفكاهة الغريبة في الحزن، والفرح العنيد الذي ينبض تحت كل م...