عزيزتي العانس.. هابي فلانتين
وافقت علي الذهاب علي مضض وأيضاً لأتخلص من ضغوط أمي المتزايدة علي بالذهاب لذلك "السبوع"، وأنا اعرف مسبقاً ماذا ينتظرني. لم تكن أمي على تواصل قوي مع تلك العائلة ولم تكن صحتها لتتحمل صداع احتفال صاخب "كسبوع المولود" ولكنها تدفعني دفعاً للذهاب معها لهدف واحد محموم مسيطر عليها منذ تجاوزي سن الثلاثين عام بدون زواج: وهو العثور على زوج بأي شكل و بأي وسيله وكأنني وصمة عار لابد من التخلص منها بأي شكل. لم تتركني أمي لأرتدي ملابسي في سلام، ارتدت ملابسها في لمح البصر و تفرغت لي و لم تتوقف عن الكلام عن أهمية تلك الزيارة أو عن ضرورة تصرفي بالشكل اللائق أو توسيع دائرة العلاقات لعل الله يأتي بالفرج. لم نكن بحاجه إلى طرق الباب ، فقد كان مفتوحا تهل منه رائحة المغات المميزة مختلطة برائحة السمن و مزيج من رائحة الأنفاس و العرق و اختلاط الكتل البشرية، دخلت أمي أولا و دخلت ورائها مراعاةً للأصول و أيضا نظراً لخجلي من جميع الموجودين هناك فلم أكن اعرف أيا منهن وعلي الرغم من ذلك فقد كانت سمعتي "كعانس" تسبقني فمنذ اللحظات الأولي لدخولي ولم تتوقف جدة المولود