عيال ضايعة: حكاية سائق التوكتوك في شارع المدارس

صورة أرشيفية
ساقتني الأقدار ذاك اليوم لأركب "توكتوك" أثناء اصطحاب صغيري من حضانته القريبة من البيت، وكان الوقت مزدحماً لأنه موعد خروج المدارس الكثيرة من حولنا..
سائق التوكتوك ولد صغير لا يزيد عن الخامسة عشرة من عمره، شعره مملس بالجيل: تسريحة الديك!
ينظر الولد إلى مجموعة من طلبة المدارس التجريبية واللغات - أولاد وبنات – وهم يعبرون الشارع إلى جزيرة المنتصف
-          سائق التوكتوك ( ضاحكا متهكما) : عيال ضايعة! ههه
-          لم أنتبه في البداية ..
-          ثم كررها..
-          أنا : عفوا!
-          عيال ضايعة!.. مشيراً مجموعة الأولاد والبنات التي وصلت إلى الجزيرة في منتصف الشارع..
-          وفي هذه اللحظة اقترب التوكتوك منهم
-          سائق التوكتوك ( ناظرا إليهم وهم لا يدركون أنه يكلمهم بسبب ضوضاء الشارع):
-  مش عيب كدة؟!
-          لم يسمعه الأولاد وأكملوا عبور الشارع.
-          سائق التوكتوك (باسماً متهكما): أهو الواد ده لو خرج بره المنطقة دي واترفع عليه سلاح قد كده ( مشيرا إلى طول إصبعه السبابه) هيجري ويسيبها!!
كانت كلمته هذه بمثابة غطاء انكشف عن قمة جبل جليدي من الحقد الطبقي المتراكم – أو بمعنى آخر تمثيل حي لحيلة العنب الحصرم.. حينما فشل الثعلب في الحصول على عنقود العنب، إذا به يقول: أنه وجدة حصرم – أي صغير وحامض-  ولهذه تركه بإرادته!

وها هو سائق التوكتوك المراهق – الذي يقترب سنه من سن هؤلاء الأولاد والبنات ولا يكبر عنهم بكثير – يرتدي ثوب الوصاية مطلقا أحكامه القاسية على كل ولد وبنت –زملاء يسيرون في طريق العودة من المدرسة طلبا للحماية والكثرة في هذه الغابة الكبيرة..
وجد هذا السائق المراهق أن هذا الولد – الذي يرتدي نظارة طبية - عائقا في طريق معاكساته المحتملة لهؤلاء البنات – ومن وجهة نظرة فهو يسد عليه الطريق لاصطياد إحدى هؤلاء الطالبات – فإذا به يتهمه بالجبن وعدم الجدارة وأنه باستطاعته التغلب عليه بسهوله ليفوز بهذه الغنيمة التي يتمتع بها بدون وجه حق.
فقلت له محاولا استمالة الجانب الإنساني والشفقة.. لإطفاء جذوة الشر هذه حتى لا تتحول - في يوم من الأيام، - إلى أذى يصيب هؤلاء الطلبة الأبرياء من الأولاد والبنات التي تسير في جماعات طلبا للحماية في مجتمع عشوائي كبير - فهو يسير في هذا الشارع جيئة وذهابا طوال اليوم :
- دول عيال غلابة ياعم!
-          فابتسم هازاً رأسه وسكت.
 في بلاد العالم الثالث – وليس في بلادنا فقط – بالنسبة لسكان بئر السلم الاجتماعي - كل علاقة بين ولد وبنت هي شيء مشين – كل زمالة بين ولد وبنت جمعتهم مقاعد الدراسة هي انحلال – إن هي سارت لوحدها : صارت غنيمة مستباحة – وان هي سارت مع زميل: فهي منحرفة – وان هي سارت مع مجموعة من البنات: فهم بذلك يطلبون الصحبة من رواد الشارع إلى عالم المرح!

فعلا: عيال ضايعة!


إذا أعجبك الموضوع: تابعنا على الفيسبوكمجلة لاكي سترايك أو على تويتر أو اشترك بالقائمة البريدية ليصلك كل جديد على بريدك 

أطفال شوارع - توكتوك - حقد طبقي - حسد - طبقية - سائق توكتوك - مدارس - أطفال مدارس - تسرب من التعلي
حقد اجتماعي- الحسد – الحقد الاجتماعي – الطبقية – الصراع الطبقي – الصراع بين الطبقات
معنى الحقد في الاسلام
الحقد والكراهية
معنى الحقد والحسد
حكم عن الحقد
حديث عن الحقد
علاج الحقد
فيلم الحقد

كلام حقد

تعليقات

إقرأ أيضا الموضوعات الشهيرة الأخرى

نجمات "بورنو" شهيرات يكشفن حقيقة الأفلام الإباحية –(الحلقة الأولى)

​الدب والأرنب: عبثٌ في مراحيض الغابة

رحلة إلى مدينة هامبورج ألمانيا

قصة الراهبة المصرية التي أسلمت على يد النبي محمد عام 1970

ماذا يحدث حين تقول " لا يمكن أن تسوء الأمور أكثر من ذلك"؟

مخرج "بورنو" شهير يكشف حقيقة الأفلام الإباحية – (الحلقة الثالثة)

مخرج "بورنو" شهير يكشف حقيقة الأفلام الإباحية – (الحلقة الأولى)

ما هي الجمارك المستحقة على شيفروليه كروز موديل 2012 سعة 1600 سي سي؟

مخرج "بورنو" شهير يكشف حقيقة الأفلام الإباحية – (الحلقة الرابعة)

قائمة بمشاهير المصريين المتوفين في عام 2016 ميلادية