وما تدري نفس بأي أرض تموت - قصة حقيقية
بدأت القصة بمكالمه تليفونيه وانتهت أيضا بمكالمه تليفونيه ,عرفت من خلالها و لأول مره في حياتي انه توجد مقابر رسميه للجالية الألمانية المقيمة بمصر.
اتصلت بي بصوت مرتعش و انفعال ذائد صديقه المانيه فاضله :
- ممكن اخد رقم تليفون مدام
(م)؟
- خير ؟
- مدام (م) في المستشفى بين الحياه و الموت في غيبوبة
غير معروفه الاسباب و اريد ابلاغ ابنتها شيئا ما.
استوعبت لاحقا ان المحمول الخاص بالسيدة المسنه في حوزه
ابنتها الأن و التي قدمت من المانيا خصيصا,
لان السيدة في مراحل متأخرة تماما و قد تفارق الحياه في اي لحظه.
(و مدام (م) هي
سيده مسنه المانيه ايضا مقيمه بالمدينة الساحلية التي اقيم بها و كنت اساعدها في
بعض الاحيان قدر استطاعتي و ربما ترجمت لها عبر الهاتف ما يقوله لها احد الباعة او
محصل الكهرباء او خلافه وكنت اعلم انها مريضه منذ فتره و ان كانت علاقاتها
بأبنائها سيئة للغاية فهم عائله مفككه هجرها ابناؤها منذ سن مبكره و هي فضلت
الإقامة بمصر لاعتدال مناخها النسبي).
هدأت من روعها و اعطيتها رقم الهاتف و اكدت لها رغبتي في المساعدة اذا احتاجت شيئا اخر.
بعد عده ايام اتصلت بي ابنتها, وقابلتها بعد ذلك, سيدة
في العقد الرابع من العمر, بارده المشاعر, لها نظرات حاده ,لم ارتح لتلك المقابلة,
جاءتني سائله عن اجراءات الوراثة في مصر وكيفيه تقسيم التركات كان هذا هو محور
الكلام, اما الهدف الاساسي الذي اكتشفته بعد ذلك هو رغبتها في سحب المبالغ النقدية
الموجودة بحساب السيدة المسنه بحجه انها
تحتاجها للأنفاق علي مصروفات الإقامة بالمستشفى و خلافه, بالطبع ارشدتها الي ضرورة
وجود توكيل عام رسمي موثق بالشهر العقاري او توكيل داخلي موقع من السيدة المسنه
داخل ذلك البنك او ربما توكيل خاص معمول به في المانيا يوصي فيه المواطن بأسماء من
يتولون رعايته و كيفيه التصرف و معدل الانفاق
اليومي و خلافه و هو لا يستخدم الا في حالات الغيبوبة او العجز الكلي و في تلك الحالة وضحت لها ضرورة ترجمته عن طريق
مكتب معتمد و توثيقه بالخارجية و خلافه , انصرفت و هي محبطه . ظهرت بعد ذلك ومعها ورقه عاديه منزوعة من
كراسه او ما شابه ومكتوب بها بلغه المانيه
غير قانونيه صيغه ما يشبه التوكيل من السيدة المسنه لها و تحتها توقيع اشبه بالشخبطة,
مهزوز و غير واضح , كمن اجبر شخصا علي التوقيع او امسك يده ليوقع بالإكراه, اكدت لها ان ذلك غير معترف به امام الجهات الرسمية
المصرية و انه في احوال اخري يمكن انتداب موظف من الشهر العقاري للانتقال و
عمل التوكيل بالمستشفى لكن ذلك غير متاح نظرا لان السيدة المسنه في حاله غيبوبة
غير معلومة الاسباب و قانونا فاقدة الأهلية.
غادرت متأففة كمن اخفق في مهمته و لم ارها ثانيه ولا اريد ذلك ايضا.
بعد بحث و محادثات كثيره مع اصدقاء مشتركين تكشفت بعد
ذلك الحقائق امام عيني, ربما تجمعت لدي كل تلك المعلومات لان لدي العديد من
الاصدقاء الالمان وايضا لانهم يعرفون بعضهم البعض, كما ان ما حدث هو جريمة قتل كان لابد لي من البحث و
التدقيق وان لم يكن بيدي دليل مادي و كذلك لأنني غير ذي صفه فلم اوفق كثيرا في اثبات تلك الجريمة علي مرتكبيها :
* منذ فتره
التحقت سيده إيطالية / الألمانية بخدمه السيدة
المسنه ,بعد تدهور حالتها و تلك السيدة من
مرتكبي الجرائم في بلدها و علي قائمه المطلوبين هناك تعيش بأسماء
و هويات مستعارة وان لم يتم ادانتها في آيا من تلك الجرائم نظرا لعقليتها الإجرامية
المنظمة و ذكائها الشديد (كنت قد قابلت تلك
السيدة الإيطالية / الألمانية بصحبه صديقه اخري منذ فتره " شخصيه مسيطره
اشبه بالرجال
منها الي النساء, تدخن بشراهة و عصبيه المزاج ).
*كانت تلك السيدة الإيطالية /الألمانية عند قدومها الي مصر تقيم مع سيده اخري تتقاسم
معها السكن و المعيشة, سرعان ما دب الخلاف بينهما و سرقت منها بعض الاموال و جهاز(
اي باد) ولاذت بالهرب.
*روت لي صاحبه الشقة ان( السيدة الإيطالية /الألمانية) استغلت
تلك الفترة في استدراج صاحبه الشقة عبر أسئلة تبدو بريئة الا انها استخلصت منها
العديد من المعلومات عن السموم و الأدوية و العقاقير لان السيدة صاحبه الشقة تعمل
بقسم مكافحه السموم وحالات التسمم بأحد المستشفيات
.
*تعرفت السيدة الإيطالية / الألمانية بمدام (م) المسنه و اقنعتها بالعمل لديها وعرفت
خلال تلك الفترة العديد من المعلومات و
انها هدف سهل و لا يوجد من يزورها, تبين بعد ذلك سرقه محتويات الشقة و
مبالغ ماليه و دفتر شيكات (علي بياض) .
*تقرير الاطباء المصريين المشرفين علي الحالة اثبت وجود
(تفاعلات سلبيه و تأثيرات متداخله للعقاقير التي تناولتها)
الا انه تم
استخراج تصريح للدفن بناءا علي التقرير الطبي دون ان يثير ذلك ريبتهم فهي تتناول تلك العقاقير منذ سنوات و لم يحدث
لها ذلك التدهور المفاجئ مع ان ابسط تحليل للدم قد يثبت وجود تركيزات عالية من ادويه او عقاقير قد تؤدي الي تلك الحالة من
الموت البطيء و الغيبوبة و ربما يثبت شبهه جنائية.
*حضر ابنها بعد اخفاق اخته في سحب اموال والدتها المحتضرة و وقع علي
اوراق المستشفى دون اكتراث حتي بترجمة
محتواها, لم ينتظر اكثر من ساعتين سافر
بعدها الي المانيا و لم يعرف ان امه قد تم دفنها هنا في مصر و تحديدا في المدينة الساحلية
التي اقيم بها (كنت اعتقد ان الجثمان سيتم شحنه
ليتم دفنه في المانيا , الا ان ذلك لم يحدث).
*اتصلت بصديقه اخري تعمل كمساعده للقنصل الفخري لسفاره
المانيا بنفس المدينة و افادتني بان القنصل كان علي علم بالموضوع و
انه تم دفن السيدة المسنه بمقابر تابعه للكنيسة
الإنجيلية هنا و قامت قسيسه او راهبه المانيه بالصلاة عليها و لأول اعلم انه يمكن للنساء العمل في هذا المجال.
اوضحت لها وجود شبهه جنائية قالت لي بالحرف: ( نحن نتبع القوانين و ابنها وقع علي
الاوراق المطلوبة – لا نريد الاحتكاك بالسلطات المصرية في ظل دوله بيروقراطية منهارة كمصر!!!).
*تابعت بعد ذلك بحثي الخاص فعرفت انه ليس كل من يموت
يرسل جثمانه الي المانيا بل توجد بمصر قطعه ارض مخصصه لدفن موتي الجالية الألمانية وهي توجد بجوار جامع عمرو ابن العاص, نظيفة و
معتني بها جيدا, تم منحها لهم سنه 1932
بمرسوم من الخديوي فؤاد الأول وكانت خاضعه لوزارة الصحة المصرية تم بعد ذلك نقل الملكية
بالكامل الي البعثة الديبلوماسية الألمانية
حتي الان, وهي ملكيه غير قابله للإلغاء ,و من اشهر المدفونين بها تيودور
بلهارس مكتشف مرض البلهارسيا و الذي قام بأبحاثه في مصر و ايضا 175 جندي من الحرب العالمية
الأولي بالإضافة ل125 مقبره للأفراد المدنيين الامان و ما ذال هناك حوالي 100
مقبره اخري معده للاستخدام.
إذا أعجبك الموضوع: تابعنا باستمرار من خلال صفحتنا على الفيسبوك: مجلة لاكي سترايك أو على تويتر أو اشترك بالقائمة البريدية ليصلك كل جديد على بريدك | للتعليق: اضغط هنا
|
وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ
ياسر الدوسري وما تدري نفس باي ارض تموت
وما تدري نفس ما اخفي لهم من قرة اعين
وما تدري نفس ماذا تك
وما تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة اعين
إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم مافي الأرحام
وما تدري لعل الله يحدث
وينزل الغيث من بعد ما قنطوا
Searches related to وما تدري نفس بأي أرض تموت - قصة حقيقية
وما تدري نفس بأي أرض تموت تفسير
الحياة بعد الموت قصص واقعية
قصص العائدون من الموت
قصص ناس ماتوا وعادوا للحياة
وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ
وما تدري نفس ما اخفي لهم من قرة اعين
قصص تجارب الاقتراب من الموت
قصص الموت وعذاب القبر
تعليقات