صعود النجوم العصاميين: كيف يُعيد الشباب الموهوبون تعريف النجاح على وسائل التواصل الاجتماعي
في الماضي، كان على الموهوبين الانتظار في الصف. سواء كانت مواهبهم غناءاً أو تمثيلاً أو كوميديا أو غيرها، كان الفنّانون يطرقون أبواب المخرجين والمنتجين أو مسؤولي التلفزيون أملاً في أن يمنحهم أحدهم فرصة. الشهرة كانت حيًّا مسوَّرًا بحراسٍ لا يرحمون. أمّا اليوم، فالوضع تغيّر رأسًا على عقب.
جيلٌ جديد من المبدعين يعيد كتابة السيناريو القديم. لم يعودوا ينتظرون أن يكتشفهم أحد؛ إنهم يكتشفون أنفسهم—ويشاركون هذا الاكتشاف مع الملايين في ثوان معدودة. مسلّحين بهاتف ذكي وروح جريئة، يقتحم هؤلاء الشباب منصّات التواصل، خصوصًا الفيسبوك والتيكتوك ، ويفرضون أنفسهم على المجتمع بصدقٍ منعشٍ وابتكارٍ وثقةٍ لا تعرف التردّد.
هؤلاء ليسوا حالمين سلبيّين؛ إنهم فاعلون نشيطون. لا يحتاجون إلى إذنٍ من مسؤول إعلامي كي يراهم العالم. هم الإعلام نفسه، إنهم الإعلام البديل. لا ينتظرون أن تُسند إليهم أدوار—بل يصنعون الأدوار. لا يعتمدون على خشبة مسرح—يحملون المسرح إلى الشاشة. ولا يطاردون الأضواء—بل هم من يسلطون الأضواء على أنفسهم وعلى غيرهم لاحقاً.
في مصر، تنبض هذه الحركة الرقمية بالحياة. إليكم ثلاثة مبتكرات مصريات على فيسبوك وغيره من المنصات يقدن هذا التيار الفني الجديد:
1. Catherine Gamal الشهيرة بـ كوتة - Kotta
بمزيجٍ من الفكاهة والتعليق الاجتماعي والكاريزما والثقة بالنفس، بنَت "كوتة" جمهورًا ضخمًا على فيسبوك. ليس المحتوى وحده ما يميّزها، بل الثقة—الطريقة الجريئة التي تظهر بها لتقول: ها أنا ذا. شاهدني. ومتابعيها يشاهدون—بالمئات والآلاف. كسرت "كوتة" تابوه مسلم ومسيحي بل فتحت الباب على مصراعيه ليدخل المشاهدون ليشاهدوا الحياة الواقعية لفتاة مسيحية خفيفة الظل على طبيعتها، تكتب وتمثل وتفكر وتناقش وتفتح الأبواب وتناقش حياة الأسرة المصرية، مركزة على الدوائر المشتركة بين الناس وتنأى عن المختلف. وظهرت معها مجموعة أخرى من فتيات أخريات هن في الحقيقة أخوات في تلك الاسكتشات التي لها جانب تسويقي في بعض الأحيان.
طاقة تمثيلية متفجرة، ساردة بالفطرة وصاحبة خيال غني متدفق، تستخدم "ماريا عماد" فيسبوك كمسـرحٍ شخصي، لتُحيي شخصيات ومشاهد بكاميرا الهاتف فقط. لا ميزانية، لا فريق—فقط موهبة وصدق في الأداء. انتشرت الاسكتشات فيروسياً لا لأن شبكةً روّجتها، بل لأنها تلامس عمق التجربة المصرية اليومية لفتاة شابة في مقتبل العمر. هي أيضاً كسرت تابوه المسلم والمسيحي، وصنعت اسكتشات ذات جرأة تقتحم ولا تجرح، عن حياة البنات مسلمات ومسيحيات، بل تعرض الحياة كما هي، بانفتاح الشباب وفوران الطاقة وانسيابية الفكر والأداء.
إنها صيدلانية وممثلة مؤدية وخبيرة دعاية وإعلان في المجال الصيدلي، ولقد أتت ولا شك بأمر جديد في هذه الصناعة، حيث سخرت الاسكتشات التمثيلية لخدمة عملها الذي تديره، حيث أنها صيدلانية، تكتب الاسكتشات والحوارات القصيرة لعرض مشكلة طبية والدلالة على العلاج الطبي المتوفر لها. لا شك أنه أسلوب ذكي جديد في الدعاية والإعلان، وهي بذلك تضرب عصفورين بحجر واحد، فهي تقدم النصيحة الطبية المرغوبة بشدة في عالمنا اليوم، كما أنها تفتح الباب للدعاية للمستحضرات الصيدلانية من انتاج مختلف الشركات وتسوق لعملها.
---
هؤلاء المواهب الشابة وغيرهم من الناجحين والناجحات، لا يكتفون بصناعة المحتوى—بل يصنعون حركة وتياراً جديداً. إنهم يدفعون حدود الممكن لأي شخص يمتلك رؤية واتصالاً بالإنترنت. لا ينتظرون دعوةً إلى الطاولة—إنهم يبنون الطاولة. والآن، تُراقبهم وسائل الإعلام التقليدية، وتتبعهم، بل وتحاول اللحاق بهم وأبواب المستقبل مفتوحة أمامهم لقيادة المشهد الفني الاجتماعي.
وختاما، فإن الرسالة باتت واضحة: حرّاس بوابات الفن لم يعودوا يملكون المفاتيح.
كيف تلاعبت سجائر فيرجينيا سليمز بعقول النساء منذ الستينات؟
إقرأ أيضا: عواطف للبيع: إعلانات السجائر في الثمانينات واحتياجات المرأة النفسية والاجتماعية - بنسون آند هيدجيز
إقرأ أيضا: إعلانات سجائر مارلبورو: رحلة الصعود الكبرى
إقرأ أيضا: الجمل چو: قصة الجمل الساحر الذي دفع الشباب والرجال إلى عالم التدخين - قصة سجائر كاميل
إقرأ أيضا: كيف أطلقت شركة سجائر كاميل أول حملة إعلانات تشويقية عام 1913
إقرأ أيضا: لماذا لا تعلن وكالات الإعلانات عن نفسها مثل بقية الشركات؟
شارك الموضوع وتابعنا على الفيسبوك (عوالم منسية) أو تويتر أو اشترك بالقائمة البريدية ليصلك كل جديد على بريدك |للتعليق: اضغط على "إضافة/إرسال تعليق" أسفل المقالة |
تعليقات