عواطف للبيع: إعلانات السجائر في الثمانينات واحتياجات المرأة النفسية والاجتماعية

 


في عام 1986، أطلقت شركة (بينسون آند هيدجز Benson & Hedges) حملة إعلانية لسجائرها تحت شعار "لمن يحبون التدخين"، والإعلان  موضوع البحث تحت عنوان "فتيات غرفة المعيشة"، وحاولت شركة بينسون آند هيدجز من خلال تلك الحملة مكافحة تدهور مستويات القبول الاجتماعي للتدخين من خلال صورة العلامة التجارية*. وقد صورت حملة "لمن يحبون التدخين" مشاهد عفوية غير رسمية ومبهجة لأفراد من الطبقة المتوسطة العليا يستمتعون بوقت ممتع مع الأصدقاء والعائلة، في جو متجانس يخلو تمامًا من الصراع بين المدخنين وغير المدخنين.

لقد حاولت أبحاث سوق صناعة التبغ تحديد الاحتياجات النفسية الاجتماعية لمجموعات مختلفة من النساء، كما استهدفت الحملات الإعلانية للسجائر التي تدخنها النساء بشكل صريح وضع السجائر في موضع يمكنها من تلبية هذه الاحتياجات. ويمكن تحقيق هذا الوضع المريح من خلال الإعلانات التي تقلل من أهمية صور التدخين ذاتها أو تستبعدها من الصورة تماماً والاستعاضة عنها بصور البهجة والأنس والوقت الطيب.

إعلان مطبوع أصلي يعود لعام 1987 لشركة بنسون آند هيدجيز للسجائر تحت شعار: " لمن يحبون التدخين" والشعار العام هو" لأن الجودة مهمة" وفيه تظهر تلك المرأة الشابة في وضعية الاسترخاء والبهجة والسرور في جلسة مريحة دون أن تظهر عملية التدخين نفسها وكأن السيجارة من لوازم تلك الجلسة المبهجة وإحدى عناصر الوقت الطيب الذي تقضيه تلك المرأة الشابة


وبما أن احتياجات المرأة تتغير مع تقدم العمر ومع مرور الوقت، فقد تم تطوير الإعلانات لتعكس الاحتياجات التي تواجهها المرأة في مراحل مختلفة من حياتها. فقد شددت ماركات السجائر المخصصة للنساء الأصغر سناً على روح الرفقة الأنثوية والثقة بالنفس والحرية والاستقلال؛ بينما ركزت ماركات السجائر المخصصة للنساء الأكبر سناً على احتياجات المتعة والاسترخاء والقبول الاجتماعي والهروب من الضغوط اليومية.


وهنا وفي هذا السياق تجدر الإشارة إلى أنه يمكن أن يتم إشباع الاحتياجات النفسية الاجتماعية دون الإشارة إلى السجائر أو عملية التدخين ذاتها، وهذا قد يفسر لماذا يكون الحظر الجزئي لإعلانات السجائر غير فعّال، بينما يكون الحظر الشامل لجميع أشكال تسويق التبغ فعالاً. وينبغي للإعلانات المضادة أن تحاول فضح وتقويض رسائل إشباع الاحتياجات التي تحملها حملات الإعلان عن السجائر الموجهة إلى فئة النساء أو إلى فئة الأطفال كما حدث مع سجائر كاميل . (اقرا الموضوع)

==
*صورة العلامة التجارية هي تصور المستهلك لعلامة تجارية معينة، والتي يتم بناؤها في الأذهان من خلال التفاعلات معها، وكيفية تصرفها في العالم، وما يقوله الآخرون عنها. والأمر المهم هو أن صورة العلامة التجارية هي أمر هلامي قابل للتشكل والتغير، وتتشكل من خلال عدد لا يحصى من القوى داخل وخارج سيطرة العلامة التجارية ذاتها. .

 ==

المراجع

إقرأ أيضا:  كيف تلاعبت سجائر فيرجينيا سليمز بعقول النساء منذ الستينات؟ 

إقرأ أيضا: كيف أثرت التغيرات المجتمعية على إعلانات السجائر؟

إقرأ أيضا: الجمل چو: قصة الجمل الساحر الذي دفع الشباب والرجال إلى عالم التدخين  - قصة سجائر كاميل

إقرأ أيضا: كيف أطلقت شركة سجائر كاميل أول حملة إعلانات تشويقية عام 1913

 إقرأ أيضا: إقرأ أيضا: إعلانات سجائر مارلبورو: رحلة الصعود الكبرى

إقرأ أيضا: لماذا لا تعلن وكالات الإعلانات عن نفسها مثل بقية الشركات؟



شارك الموضوع وتابعنا على الفيسبوك (عوالم منسية) أو تويتر أو  اشترك بالقائمة البريدية ليصلك كل جديد على بريدك  |للتعليق:  اضغط على "إضافة/إرسال تعليق" أسفل المقالة

 إعداد: المنسي

للمراسلة: enbee.info@gmail.com
غير مصرح بنقل الموضوع أو الاستعانة بالمادة لعمل فيديوهات إلا بعد موافقة الكاتب.

سعر سجائر بنسون في مصر
سعر سجائر b&h
سجائر بنسون أبيض
سجائر برنجي
سجائر بنسون في السعودية
سجائر بنسون السودان
سجائر فيليب موريس
أنواع سجائر فيليب موريس
أفضل أنواع السجائر للنساء واسعارها
سجائر لاكي سترايك
سعر سجائر لاكي سترايك
أخف أنواع السجائر للبنات
حكم التدخين للنساء
أسباب تدخين النساء
علامات التدخين عند البنات
المرأة المدخنة في الإسلام
تدخين النساء للسجائر

تعليقات

إقرأ أيضا الموضوعات الشهيرة الأخرى

كيف تلاعبت سجائر فيرجينيا سليمز بعقول النساء منذ الستينات؟

نجمات "بورنو" شهيرات يكشفن حقيقة الأفلام الإباحية –(الحلقة الأولى)

رسمة الكلب والنعجة في موعد غرامي - 24-8-1982: جاري لارسون

أغنية "كوكو واوا" الإسبانية بالترجمة العربية وقصتها الكاملة!

مخرج "بورنو" شهير يكشف حقيقة الأفلام الإباحية – (الحلقة الثالثة)

قائمة بمشاهير المصريين المتوفين في عام 2016 ميلادية

احتفالات الكريسماس في نيويورك

خواطر+18 - 6 قصص قصيرة

جاري لارسون – رسام الكاريكاتير العبقري الذي لا نعرفه