المشاركات


وما تدري نفس بأي أرض تموت - قصة حقيقية

صورة
بدأت القصة بمكالمه تليفونيه وانتهت أيضا بمكالمه تليفونيه ,عرفت من خلالها و لأول مره في حياتي انه توجد مقابر رسميه  للجالية الألمانية المقيمة بمصر. اتصلت بي بصوت مرتعش و انفعال ذائد  صديقه المانيه  فاضله  : - ممكن اخد رقم تليفون  مدام  (م)؟ - خير ؟ - مدام (م) في المستشفى بين الحياه و الموت في غيبوبة غير معروفه الاسباب و اريد ابلاغ ابنتها شيئا ما. استوعبت لاحقا ان المحمول الخاص بالسيدة المسنه في حوزه ابنتها الأن و التي قدمت من المانيا  خصيصا, لان السيدة في مراحل متأخرة تماما و قد تفارق الحياه في اي لحظه. (و مدام (م)  هي سيده مسنه المانيه ايضا مقيمه بالمدينة الساحلية التي اقيم بها و كنت اساعدها في بعض الاحيان قدر استطاعتي و ربما ترجمت لها عبر الهاتف ما يقوله لها احد الباعة او محصل الكهرباء او خلافه وكنت اعلم انها مريضه منذ فتره و ان كانت علاقاتها بأبنائها سيئة للغاية فهم عائله مفككه هجرها ابناؤها منذ سن مبكره و هي فضلت الإقامة بمصر لاعتدال مناخها النسبي). هدأت من روعها و اعطيتها رقم  الهاتف و اكدت لها رغبتي في المساعدة  اذا احتاجت شيئا اخ

أماندا تود - ليست الأولى ولن تكون الأخيرة

صورة
قبل أن اسرد مقالي هذا اود ان اعتذر مسبقا عن بعض الكلمات التي قد يجدها البعض غير لائقة و اود ان الفت نظر اخواني القراء الي الالتفات الي الغرض من المقال و ليس معاني بعض الكلمات. فقد اجلت كتابه هذا المقال لفترة, لثلاثة اسباب:  اولها انني لم ارد ان افسد فرحه عيد الأضحى المبارك.  وكذلك حتي تنتهي التحقيقات.  و اخيرا لأن ما حدث قد حدث ... فقد انتحرت اماندا تود. اماندا تود هي  تلميذة ,دون الخامسة عشر  ,كانت تعيش حياه رتيبة, تجسد حياه معظم ابناء هذا الجيل الاب و الام دائما مشغولان في العمل و الابناء بمفردهم امام شاشه الكمبيوتر. وتقع الابنة فريسه وهم اقامه علاقات ناجحة من خلال مواقع الدردشة و التواصل الاجتماعي (بهرتني كثيرا بقوتها واعجبت بشجاعتها وانا اتابع علي اليو تيوب  من خلال حوالي مائتين ورقه مكتوب عليها بالتتابع في شكل جمل قصيره)  كيف اعترفت بشجاعة بخطيئتها  و مشكلتها امام العالم كله  و ليس امام قس اعتراف , و اتعجب كثيرا كيف احتملت كل هذا العذاب ,الا انها فاجأتني بعدها بأسابيع فقط بانتحارها . بدأت مشكله الفتاة منذ حوالي سنتين في كندا عندما

ملالا يوسفذاي – ما اشبه الليله بالبارحه

صورة
تتوقف الدراجه البخاريه امام اتوبيس المدرسه، يترجل عنها رجل ملثم  و يأمر سائق الباص بعدم التحرك شاهرا مسدسه في وجهه بينما يزيح الستار عن التلميذات المتواجدات بالباص صائحا من منكم ملالا يوسفذاي و الا قتلتكم جميعا؟  تشير احدي الفتيات في ذعر الي الطالبه المقصودة فما كان من الرجل الا ان ذكر اسم الله ثم اطلق نحوها طلقتين احدهما اخترقت راسها و الاخري عنقها و لاذ بالفرارا وسط صراخ التلميذات بينما سقطت ملالا مدرجه في دمائها. --------------------------- اخواني القراء اكتب مقالي هذا و عقارب الساعه تقترب من الرابعه فجرا  و يعلم الله انني لم انم منذ يومين , ربما لان الاحداث تتوالي بشكل متلاحق لم يمكنني معه النوم او لانني لم اشأ النوم قبل ان يعرف اخواني القراء من هي ملالا؟ هي فتاه  باكستانيه من مواليد 1997 في نواحي وادي سوات, لعب الدور الاكبر في تكوينها والدها مدير مجموعه من المدارس و شاعر و مناضل سياسي ,عاصرت الفتاة دخول حركه طالبان لبلدها و شاهدت بأعينها عمليات الاغتيال و التفجيرات و التدمير و القتل لكل من يعارض الحركه. وكانت شرارة نضالها السياسي رغم صغر سنه

امرأة من زمن الحب

صورة
بعد فتره طويله من طول الغياب, شغلت كلا منا  خلالها هموم الحياة و صعابها جائني صوتها عبر الهاتف رصينا و هادئا كالعادة و ان كانت تعلوه طبقه من حزن دفين , تجاذبنا أطراف الحديث : =ايه الاخبار؟ =طلعوني معاش مبكر في حركه الترقيات الاخيرة. صدمني الخبر. = ازاي لسه بدري ,الاجراء ده مش طبيعي؟؟؟ روت لي الموضوع بتفاصيله والتي قد تبدو لك عزيزي القارئ  شخصيه و غير مهمه مقارنه بالمواضيع الشائكه الاخري المطروحه علي الساحه الان , الا ان الموضوع يلقي الضوء علي الفساد الذي استشري و استفحل, كورم سرطاني مميت في كل قطاعات مصر بما فيها قطاع وزارة التربيه والتعليم. فهي سيدة فاضله تدرجت في المناصب و عملت بجد و اجتهاد في خدمه  وزارة التربيه و التعليم حتي رقيت اخيرا لتصبح مديرة احدى المدارس باحد ضواحي القاهرة , و هي مدرسه  حكوميه عاديه  , ارادت تحويلها الي مدرسه نموذجيه , درست الموقف : موارد المدرسه و القوي البشريه , عدد الفصول و مراحل التعليم المختلفه الموجودة بالمدرسه و بدأت بالفعل في الانفاق علي المدرسه من واقع مخصصات وزارة التربيه و التعليم و كان كل هدفها الا تن

اتجوزني شكرا

صورة
اغلقت الباب خلفي في عنف  واسرعت الخطي اهبط الدرج قفزا، لم يكن هناك مجال للتاخير  و ما ان راني سائق الاوتوبيس حتي فتح الباب الاوتوماتيكي ,  القيت عليه التحيه فرد في بشاشه و ترحاب ,  كان في العقد الخامس من العمر و ان كان ماذال محتفظا بكثير من وسامته رغم شعره الاشهب . قلت : انا اخوك (---) و ان شاء الله عندنا فنادق كذا و كذا و سنبدا  بفندق كذا  وان شاء الله لما نوصل معانا 6 زبائن هينزلوا علي الكروزه  عارف المعديه.............. بدأ الحديث عمليا و جافا حتي بدانا في التقاط السائحين وو شيئا فشيئا تعارفنا اكثر و كنا نتبادل اطراف الحديث   و بعد انتهاء اليوم كان مقررا ان اعود بمجموعه اخري من السائحين الي المدينه الساحليه حيث اعمل مع سائق اخر و سيقوم هو بالذهاب الي جهه اخري .  علي استحياء قالها: و الله يا استاذ ----- محرج منك بس ليا طلب عندك .  -خير اؤمرني . معلش بنتي الصغيره عايشه في حي ...... عندكم و كنت عايز ابعتلها البطانيه دي  الشتا داخل  و------ - مفيش مشكله احنا اخوات . و اخذت منه البطانيه و ظرف

يا ما في الحبس مظاليم

صورة
يا ما في الحبس مظاليم. قبل سنوات. كنت اسرع الخطى واهرول في سباق مع الزمن ، فقد كان علي دخول المطار خلال 20 دقيقه , ستهبط الطائره و كان علي استقبال الافواج القادمه علي متنها, عدد كبير و المخاطره كبيره ، راهنت  علي خبرتي وعلي  عدد الدقائق الاضافيه التي يحتاجها الطيار للهبوط  و توقف المحرك تماما قبل ان تتوجه الحافلات لنقل الركاب الي صاله الوصول. اشرت الي اقرب تاكسي و بالمصادفه كان السائق الذي اعرفه, عملت معه كثيرا حيث كان لدي عائلته سياره كبيره كنا نستخدمها لنقل السائحين من و الي الفنادق المختلفه و في وقت راحته كان يعمل علي تاكسي كان دؤوب و دمث الخلق لم يمنعني التأخير من ممازحته بالمزحه المكرره كلما نظرت الي شعره  المجعد: =مين اللي عمل فيك كده. =الزمن. =ماتحلقش عنده تاني. انطلقت السياره في سرعه كبيره  و لكن علي بعد امطار جذب مكابح السياره بكل قوه, فهناك حادثه كبيره علي الطريق سياره شرطه مسرعه صدمت شابا و هربت شاهدنا السياره و ان لم نستطع ان نلحق بها,حيث صعدت علي الرصيف و هربت من  الاتجاه المعاكس, توقف سائقي بشهامه لنقل المصاب