ملالا يوسفذاي – ما اشبه الليله بالبارحه
تتوقف الدراجه البخاريه امام اتوبيس المدرسه، يترجل عنها رجل ملثم و يأمر سائق الباص بعدم التحرك شاهرا مسدسه في وجهه بينما يزيح الستار عن التلميذات المتواجدات بالباص صائحا من منكم ملالا يوسفذاي و الا قتلتكم جميعا؟
تشير احدي الفتيات في ذعر الي الطالبه المقصودة فما كان من الرجل الا ان ذكر اسم الله ثم اطلق نحوها طلقتين احدهما اخترقت راسها و الاخري عنقها و لاذ بالفرارا وسط صراخ التلميذات بينما سقطت ملالا مدرجه في دمائها.
---------------------------
اخواني القراء اكتب مقالي هذا و عقارب الساعه تقترب من الرابعه فجرا و يعلم الله انني لم انم منذ يومين , ربما لان الاحداث تتوالي بشكل متلاحق لم يمكنني معه النوم او لانني لم اشأ النوم قبل ان يعرف اخواني القراء من هي ملالا؟
هي فتاه باكستانيه من مواليد 1997 في نواحي وادي سوات, لعب الدور الاكبر في تكوينها والدها مدير مجموعه من المدارس و شاعر و مناضل سياسي ,عاصرت الفتاة دخول حركه طالبان لبلدها و شاهدت بأعينها عمليات الاغتيال و التفجيرات و التدمير و القتل لكل من يعارض الحركه.
وكانت شرارة نضالها السياسي رغم صغر سنها عندما قررت الحركه اغلاق المدارس و منع الفتيات من الدراسة و كل من خالفت قرار الحظر عوقبت , تصاعدت شده ووحشيه العقوبات من الضرب الي جدع الانف و قطع الاذن الي تشويه الوجه و الثديين بماء النار الي قطع رأس بعض الفتيات و القائها في افنيه المدارس الي ضرب المدارس ذاتها بالمدافع سرعان ما شرعت الفتاة في مراسله مؤسسات صحفيه محليه لمنع تلك الجريمه وبدأت شهرة الفتاة تتسع حتي تم عقد مؤتمر صحفي في بيشاور لفضح نظام طالبان امام العالم و تبنت الفتاة قضيه التعليم و اغلاق المدارس و تحدثت بشكل مؤثر, اذهلت الحضور بلباقتها و ايمانها بأهميه تعليم الفتيات و حدث ان غطت محطات تليفزيونيه دوليه المؤتمر .
صعد نجمها مرة اخري عندما قررت محطه البي بي سي اطلاق مشروع مدونه يوميه تدون فيها احدي التلميذات يوميات الحرب و التعزيب و الاعتقال, فقد سئمت المحطات من الاخبار العسكريه و اتجهت لتغطيه احوال الناس الفقراء و خاصه احوال النساء في ظل هذا النظام القمعي ووقع الاختيار علي متطوعه اسمها عائشه الا انها خشيت من ان تتعرض هي و اسرتها للقتل فاعتذرت و ادارت الحياة ابرة بوصلتها نحو ملالا التي سرعان ما قبلت المهمه و الهبت مشاعر القراء بكتاباتها الصادقه و نضالها من اجل عوده حق التعليم للفتيات و كانت بالطبع تكتب تحت اسم مستعار ومع صعود نجمها باعتبارها اصغر مراسله صحفيه تحت خط النارو تبنتها العديد من المؤسسات الصحفيه خصوصا بعد انتهاء دور المدونه . فكثفت من مؤتمراتها الصحفيه التي غطتها العديد من المؤسسات الصحفيه مثل مؤسسه نيو يورك تايمزو مثل معهد الحرب و السلام و حصلت علي العديد من المنح و الجوائز من اليونيسيف استخدمتها الفتاة في انشاء مؤسسه خيريه تحمل اسمها خصصتها لمساعدة الفتيات الفقراء علي مواصله تعليمهن و التفتت الحكومه الوطنيه لنشاطها فمنحتها جائزة و كانت هي أول فتاة تحصل علي اي جائزة من الدوله طوال تاريخ باكستان كله.
كنت قد قرأت يوميات الفتاة و تابعت اخبارها علي فترات حتي يوم 11 من اكتوبر الماضي يوم الفتاة العالمي و هو نفس يوم محاوله الاغتيال و ان لم اتوقع ابدا ان تفكر حركه طالبان في اغتيال طفله دون الخامسه عشر وكل جريمتها انها تريد مستقبل افضل و مواصله تعليمها.
وباصابع مرتعشه و انفاس لاهثه اخذت اتابع و لايام متتاليه علي القنوات الاخباريه الاجنبيه و الانترنت اخبارها حيث تم ايقاف النزيف و استخراج الطلقات من رأسها و عنقها الا انها لم تفق بعد. دمعت عيناي مع مشاهد المسيحيين حول كنائس اوروبا وهم يضيئون الشموع من اجلها باعتبارها شهيدة صور القمع المختلفه للمرأة ,تعجبت اكثر من ارسال ملكه انجلترا لطائرة طبيه خاصه ليتم علاجها في مستشفي الملكه اليزابيث في باكينجهام بينما العالم الاسلامي و العربي لا يعرف شيئا عن الموضوع لانشغالنا بالشأن الداخلي و قبل ان تتعالي صيحات بعض القراء من ان الشأن الداخلي اهم و لدينا الكثير من المشكلات الاولي بالكتابه عنها فاقول لهم اعتبروا يا اولي الالباب فاذا كانت حركه طالبان قد بدات كحركه سياسيه لمناهضه التوسع الروسي الشيوعي في افغانستان و اجذاء من باكستان بدعم من اميركا و سرعان ما نما لها جناح عسكري فنحن لسنا ببعيد فلدينا احزاب سياسيه ذات مرجعيه دينيه , بعضها متطرف ينادي بالجهاد من اجل نشر الشريعه الاسلاميه بالبلاد و كأن مصر دوله تعبد الاصنام و لابد من ازاله الرجس عنها و لدينا ايضا جماعات تكفيريه جهاديه تناضل في سيناء و تقتل كل يوم عساكر و ضباط أبرياء و لدينا ايضا قنوات فضائيه منتميه لتلك الاحزاب لا يتوقف شيوخها عن سب الفنانات و الصحفيين والعلمانيين والليبرالين وغيرهم واذا كانت ملالا لا تهمك عزيزي القارئ في شئ فبالطبع تهمك الفتاتين اللتين قصت المدرسه المنتقبه شعرهما في احدي مدارس الاقصر لانهن لم يلتزمن بالحجاب حسب اوامرها في اليوم السابق!! فقد تصاعدت صيحات التكفير و يتم الان بحث قانون اعادة الختان للفتيات و تعديل سن الزواج ليصبح تسع سنوات !!حسب فتوي بعض شيوخ جماعه الطالبان المسلمون في دوله مصرستان الشقيقه و الحدق يفهم!!
ملحوظه :الساعه الان الرابعه و النصف صباحا وفي الانترنت خبر يشير الي استقرار حاله ملالا رغم دخولها في غيبوبه قد لا تتعافي منها قبل فتره طويله.
إذا أعجبك الموضوع: تابعنا باستمرار من خلال صفحتنا على الفيسبوك: مجلة لاكي سترايك
|
تعليقات