لماذا أستمر في مشاهدة ساينفيلد طوال هذه السنوات (وربما لن أتوقف أبدًا)
بعض المسلسلات تمر مرور الكرام، والبعض الآخر يبقى معك للأبد.
بالنسبة لي، ساينفيلد من النوع الثاني. لا أعلم عدد المرات التي شاهدته فيها—من البداية للنهاية، أو شاهدت حلقات عشوائية في منتصف الليل—وما زلت أعود إليه كل مرة وكأنها الأولى. هو بالنسبة لي مثل استراحة للعقل - مهرب لعالم لطيف، يشبه الهرب إلى مجلة كوميكس محببة إلى النفس.
المضحك أني لا أستطيع دائمًا أن أشرح لماذا أحبه بهذا الشكل. فهو ليس دراميًا، ليس مبهرجًا، لا يحاول إعطائي دروسًا في الحياة أو يجعلني أبكي. وربما هذا بالضبط ما يجعله مميزًا. ساينفيلد يتحدث عن... لا شيء. ومع ذلك، هذا "اللا شيء" يمنحني شعورًا حقيقياً بالهدوء.
في عالم مليء بالفوضى والتسارع والضجيج، هناك راحة غريبة في مشاهدة أربع شخصيات تتجادل حول مكان صفّ السيارة، أو تنشغل بمكالمة هاتفية غير ضرورية. ساينفيلد هو مهرب صغير من كل هذا الزحام. لحظة أرتاح فيها من الأخبار السيئة الكارثية التي تحيط بهذا العالم ، من المسؤوليات التي تكتم الأنفاس، من كل شيء. فقط أنا، ولقطة عبقرية لكرامر -ملك الأداء التمثيلي الجسدي -وهو يبالغ في رد فعله كعادته :)
مشاهدة ساينفلد ومسلسلات التلفزيون القديمة الأخرى تشبه الدخول إلى آلة زمن، حيث تقدم لنا ملاذًا مريحًا من فوضى الحياة اليومية. هذه العروض تغمرنا في عالم مألوف حيث النكات لا تزال مضحكة، والشخصيات تشعر وكأنها أصدقاء قدامى، والمشكلات بسيطة، وغالبًا ما تكون مضحكة في بساطتها. إنها تذكرنا بعصر مختلف — سواء عشناه بالفعل أو نحلم به — عندما كانت الحياة تبدو أبطأ، وأخف، وأكثر قابلية للتنبؤ. بطريقة ما، يصبح الضغط على زر التشغيل هروبًا، واستراحة لطيفة من ضغوط الحاضر، تتيح لنا أن نتنفس، ونضحك، ونعيش للحظة في مساحة تشعر فيها بأن كل شيء أسهل قليلًا مما هو عليه في الواقع.
الكوميديا فيه خالدة بطريقتها الخاصة— ساخرة، وعميقة. الشخصيات غريبة، لكنها مألوفة. جيري، جورج، إلين وكريمر كأنهم أشخاص أعرفهم . وكل مرة أشاهده من جديد، يعود إليّ ذلك الإحساس الدافئ بالحنين، وكأني أقلب القنوات وأصادف شيئًا أعلم أنه سيرسم البسمة على وجهي.
في النهاية، ساينفيلد بالنسبة لي أكثر من مجرد مسلسل فكاهي. إنه مساحة هادئة وسط الضجيج، مهرب صغير من الفوضى اليومية، وتذكير بأن الأشياء الصغيرة في الحياة—المواقف المحرجة، والعادات الغريبة، والنكات الذكية—هي في الحقيقة الأكثر متعة وراحة من غيرها.
وربما لهذا السبب سأظل أتابعه...
مرة بعد مرة وربما... عام بعد آخر.

شارك الموضوع وتابعنا على الفيسبوك (عوالم منسية) أو تويتر أو اشترك بالقائمة البريدية ليصلك كل جديد على بريدك |للتعليق: اضغط على "إضافة/إرسال تعليق" أسفل المقالة |
تعليقات