لهذه الأسباب فنلندا لديها أفضل المدارس على مستوى العالم
26 مارس 2016
*بقلم وليام دويل – ترجمة وتحرير: مجلة لاكي سترايك
ذات مرة نصح "هوارد غاردنر"، أستاذ التربية في جامعة هارفارد الشعب الأميركي قائلاً: "تعلموا من فنلندا، التي لديها المدارس الأكثر فعالية والتي تفعل بالضبط عكس ما نقوم به في الولايات المتحدة."
وإتباعا لتوصيته، ألحقت ابني البالغ من العمر سبع سنوات في مدرسة ابتدائية في جينشو. فنلندا، وهي تقع في أقصى شرق الاتحاد الأوروبي قبيل الحدود الروسية.
حسنا والحق يُقال، في خطوتي هذه لم أكن اتبع نصيحة جاردنر بشكل أعمى – فقد حصلت على منصب مُحاضر في جامعة شرق فنلندا لمدة فصل دراسي. ولكن النقطة الأهم هنا، أنه لمدة خمسة أشهر، شهدنا أنا وزوجتي وابني نظام مدرسي رائع مذهل للعقول وخال من الإجهاد والتوتر. فنلندا لديها تاريخ حافل من إنتاج أعلى الدرجات في الاختبارات في العالم الغربي، فضلاً عن قائمة إنجازات مشرفة مليئة بالمراكز الأولى العالمية الحديثة الأخرى، بما في ذلك لقب الدولة الأعلى تعليماً وثقافة على مستوى العالم.
في فنلندا، لا يتلقى الأطفال التعليم الأكاديمي الرسمي حتى سن السابعة. وحتى ذلك الحين، العديد منهم يقضون أيامهم في مراكز الرعاية النهارية (الحضانات) والتعلم من خلال اللعب والأغاني والألعاب والمحادثة. معظم الأطفال يمشون أو يركبون الدراجة إلى المدرسة، حتى أصغر الأطفال سناً؛ ساعات الدراسة قصيرة والواجبات المنزلية خفيفة عموماً.
خلافا لما يحدث في الولايات المتحدة، حيث العديد من المدارس تخفض من فترات الراحة (الفسحة) بين الدروس، أطفال المدارس في فنلندا لديهم فسحة إلزامية لمدة 15 دقيقة في الهواء الطلق للعب الحُر كل ساعة من ساعات اليوم المدرسي على مدار الأسبوع، حيث يعتبر الهواء النقي والطبيعة وفواصل ممارسة النشاط البدني بانتظام محفزات على التعلم. بل وهناك مقولة فنلندية تقول: "لا يوجد طقس سيئ، ولكن توجد ملابس غير ملائمة للطقس."
في مساء أحد الأيام، سألت ابني ما فعل بحصة الألعاب الرياضية بالمدرسة في ذلك اليوم، فقال "أرسلوا بنا إلى الغابة مع خريطة وبوصلة وكان علينا أن نجد طريقنا للرجوع!".
فنلندا لا نضيع الوقت أو المال على الاختبارات الموحدة الشاملة منخفضة الجودة؛ عوضاً عن ذلك، يتم تقييم الأطفال كل يوم على مدار العام الدراسي، من خلال الملاحظة المباشرة، وبالاختبارات من قبل معلمين على أعلى مستوى من الجودة، إنهم " أجهزة التعليم الشخصية" البشرية الأفضل جودة على الإطلاق من انتاج فنلندا.
في الصف، يُسمح للأطفال بالاستمتاع والمرح، والضحك وحتى الاستغراق في أحلام اليقظة من وقت لآخر. لقد وضع الفنلنديون المبادئ الثقافية التي سمعتها مرارا وتكرارا قيد التنفيذ العملي الفعلي: "دع الأطفال يكونوا أطفالا"، و "عمل الطفل هو اللعب"، و "الأطفال يتعلمون بشكل أفضل من خلال اللعب".
المناخ النفسي في الفصول الدراسية النموذجية دافئ وآمن، محترم وداعم للغاية. لا توجد دروس موضوعة سلفاً ولا أية متطلبات شبه عسكرية للسير في خطوط مستقيمة أو الجلوس بشكل مستقيم أثناء الدرس. كما أخبرتني "طالبة-مدرسة" صينية تدرس التربية في فنلندا متعجبة: "في المدارس الصينية، تشعر وكأنك في الجيش. بينما هنا، تشعر وكأنك جزء من عائلة لطيفة حقاً." وهي الآن تحاول معرفة كيف يمكنها الحصول على إقامة دائمة في فنلندا.
في فنلندا، مهنة المعلم هي المهنة الأكثر ثقة وإعجابا واحتراماً بعد مهنة الأطباء، ويرجع ذلك ،في جزء منه، أنه من متطلبات مهنة المعلم في فنلندا أن يكون المعلم حائزاً على درجة الماجستير في التربية مع تخصص في مجال البحوث والممارسات التربوية في الفصل الدراسي.
وقالت لي أستاذة فنلندية في التربية لمرحلة الطفولة: "إن مهمتنا كبالغين هي حماية أطفالنا من السياسيين!"، "كما أن لدينا مسؤولية أخلاقية ومعنوية لنقول لرجال الأعمال أن يبقوا بعيدا عن مبنانا." في الواقع، أي مواطن فنلندي حُر في زيارة أي مدرسة في أي وقت يشاء، ولكن رسالتها الأهم كانت واضحة وهي في غاية الأهمية: المعلمون يشكلون السلطة المطلقة على التعليم، وليس البيروقراطيين، وليس باعة التكنولوجيا.
فنلندا تخرج كادر وطني عام من المعلمين المؤهلين تأهيلا عاليا، وهم يحظون باحترام كبير ومحترفون على درجة عالية ويقدمون الخدمة التعليمية بشكل شخصي من المعلم إلى التلميذ؛ كما أن أحجام الفصول مُتحكَم بها والمناهج الدراسية غنية وصحيحة تنمويا. وحيث وجوب ممارسة النشاط البدني بانتظام؛ أما عن الاختبارات التقليدية الموحدة ذات الجودة الرديئة فهي قليلة أو منعدمة، وبذلك ينعدم معها الضغط المُهلك وإضاعة الوقت والطاقة التي ترافق هذه الاختبارات. وعوضاً عنها هناك التقييمات اليومية من قبل المعلمين، وأجواء السلامة، والتعاون، والدفء واحترام الأطفال كأفراد صغار موضع رعاية وحب واعتزاز تشيع في أجواء القاعات الدراسية.
في أحد الأيام من شهر نوفمبر الماضي، عندما حل موعد أول تساقط للثلوج في الجانب الذي نعيش به من فنلندا، سمعت ضجة خارج نافذة مكتبي بالجامعة والتي هي قريبة من منطقة اللعب والتدريب الخارجي للمدرسة، فمشيت لأتحقق من الأمر.
وهناك رأيتهم وقد امتلأ الميدان بالأطفال السعداء وهم يتذوقون تباشير فصل الشتاء لأول مرة وسط عبق أشجار الصنوبر.
أطفال فنلنديون يمرحون في فناء المدرسة حتى وسط تساقط الثلوج |
في مساء أحد الأيام، سألت ابني ما فعل بحصة الألعاب الرياضية بالمدرسة في ذلك اليوم، فقال "أرسلوا بنا إلى الغابة مع خريطة وبوصلة وكان علينا أن نجد طريقنا للرجوع!".
فنلندا لا نضيع الوقت أو المال على الاختبارات الموحدة الشاملة منخفضة الجودة؛ عوضاً عن ذلك، يتم تقييم الأطفال كل يوم على مدار العام الدراسي، من خلال الملاحظة المباشرة، وبالاختبارات من قبل معلمين على أعلى مستوى من الجودة، إنهم " أجهزة التعليم الشخصية" البشرية الأفضل جودة على الإطلاق من انتاج فنلندا.
في الصف، يُسمح للأطفال بالاستمتاع والمرح، والضحك وحتى الاستغراق في أحلام اليقظة من وقت لآخر. لقد وضع الفنلنديون المبادئ الثقافية التي سمعتها مرارا وتكرارا قيد التنفيذ العملي الفعلي: "دع الأطفال يكونوا أطفالا"، و "عمل الطفل هو اللعب"، و "الأطفال يتعلمون بشكل أفضل من خلال اللعب".
يسمح للأطفال بالاستمتاع والمرح، والضحك |
الدفء واحترام الأطفال كأفراد موضع رعاية وحب واعتزاز |
وقالت لي أستاذة فنلندية في التربية لمرحلة الطفولة: "إن مهمتنا كبالغين هي حماية أطفالنا من السياسيين!"، "كما أن لدينا مسؤولية أخلاقية ومعنوية لنقول لرجال الأعمال أن يبقوا بعيدا عن مبنانا." في الواقع، أي مواطن فنلندي حُر في زيارة أي مدرسة في أي وقت يشاء، ولكن رسالتها الأهم كانت واضحة وهي في غاية الأهمية: المعلمون يشكلون السلطة المطلقة على التعليم، وليس البيروقراطيين، وليس باعة التكنولوجيا.
فنلندا تخرج كادر وطني عام من المعلمين المؤهلين تأهيلا عاليا، وهم يحظون باحترام كبير ومحترفون على درجة عالية ويقدمون الخدمة التعليمية بشكل شخصي من المعلم إلى التلميذ؛ كما أن أحجام الفصول مُتحكَم بها والمناهج الدراسية غنية وصحيحة تنمويا. وحيث وجوب ممارسة النشاط البدني بانتظام؛ أما عن الاختبارات التقليدية الموحدة ذات الجودة الرديئة فهي قليلة أو منعدمة، وبذلك ينعدم معها الضغط المُهلك وإضاعة الوقت والطاقة التي ترافق هذه الاختبارات. وعوضاً عنها هناك التقييمات اليومية من قبل المعلمين، وأجواء السلامة، والتعاون، والدفء واحترام الأطفال كأفراد صغار موضع رعاية وحب واعتزاز تشيع في أجواء القاعات الدراسية.
في أحد الأيام من شهر نوفمبر الماضي، عندما حل موعد أول تساقط للثلوج في الجانب الذي نعيش به من فنلندا، سمعت ضجة خارج نافذة مكتبي بالجامعة والتي هي قريبة من منطقة اللعب والتدريب الخارجي للمدرسة، فمشيت لأتحقق من الأمر.
وهناك رأيتهم وقد امتلأ الميدان بالأطفال السعداء وهم يتذوقون تباشير فصل الشتاء لأول مرة وسط عبق أشجار الصنوبر.
سألتني مشرفة الفسحة، وهي مُدرّسة للتربية الخاصة وترتدي سترة السلامة الفوسفورية الصفراء: "هل تسمع ذلك؟" وأجابت هي على سؤالها بفخر: "هذا هو صوت السعادة."
********
والآن شاهد فيديو عن الموضوع: https://goo.gl/nKjH0H
********
*عن الكاتب:
وليام دويل دارس بمنحة فولبرايت 2015-2016 ومحاضر لمادة الإعلام والتربية في جامعة شرق فنلندا.
*عن الكاتب:
وليام دويل دارس بمنحة فولبرايت 2015-2016 ومحاضر لمادة الإعلام والتربية في جامعة شرق فنلندا.
********
********
للمزيد من القراءة حول الموضوع: مقالة التعليم في فنلندا في ويكيبيديا.
إقرأ أيضا: احتفالات الكريسماس في نيويورك
شارك الموضوع وتابعنا على الفيسبوك (عوالم منسية) أو تويتر أو اشترك بالقائمة البريدية ليصلك كل جديد على بريدك |للتعليق: اضغط على "إضافة/إرسال تعليق" أسفل المقالة |
إعداد: المنسي
للمراسلة: enbee.info@gmail.com
غير مصرح بنقل الموضوع أو الاستعانة بالمادة لعمل فيديوهات إلا بعد موافقة الكاتب.
فنلندا- تعليم - مدارس فنلندا - التعليم في فنلندا
التعليم في فنلندا pdf
التعليم في فنلندا doc
مميزات التعليم في فنلندا
التعليم في فنلندا ppt
التعليم الجامعي في فنلندا
اهداف التعليم فى فنلندا
تمويل التعليم في فنلندا
Searches related to التعليم في فنلندا
التعليم في فنلندا ويكيبيدياالتعليم في فنلندا pdf
التعليم في فنلندا doc
مميزات التعليم في فنلندا
التعليم في فنلندا ppt
التعليم الجامعي في فنلندا
اهداف التعليم فى فنلندا
تمويل التعليم في فنلندا
تعليقات