عزيزي مُرّ مرور الكرام: لستَ مُلزَمًا بالتعليق على كل شيء

بفضل ثورة تكنولوجيا الاتصالات التي هي سمة العصر، وسهولة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، وانتشار الهواتف الذكية في أيدي الجميع على مستوى العالم، أصبحنا نعيش في زمن تتطاير فيه الكلمات أسرع من التفكير. صور تُنشر، أراء تكتب لحظياً بلا تدقيق، لحظات تُوثّق بلا تأمل في العواقب—وفي ثوانٍ تمتلئ خانة التعليقات. يتسابق الناس (ومن بين هؤلاء الناس افراد الكتائب الإلكترونية الموجّهة بحسابات وهمية وأجندات مُعدة سلفاً) لكتابة أحكامهم، واعتراضاتهم، وسخريتهم، وأحيانًا قسوتهم وسبابهم على من كتب ومن علق موافقاً كان أم مخالفاً. لماذا؟ فقط لأنهم يستطيعون كتابة ما شاؤوا؛ لأن لوحة المفاتيح جاهزة دائمًا بين أطراف أصابعك؛ لأن "السكوت" لم يعُد "من ذهب" كما كان في الماضي، بل أصبح نادر الوجود بين الناس. لكن حان الوقت لنتوقّف قليلاً ونتذكّر أمرًا بسيطًا: لستَ مضطرًا للتعليق على كل شيء. في الواقع، لا يجب أن تفعل ذلك. ليست كل فكرة تستحق أن تُقال لقد منحتنا وسائل التواصل صوتًا وأصبح إبداء الرأي سهلاً وفورياً (وليس كما كان في الماضي، حين كان عليك إرسال رسالة مكتوبة على ورق بالبريد تستغرق أ...