لماذا لا تعلن وكالات الإعلانات عن نفسها مثل بقية الشركات؟

Photo: cartoonstock.com

تجلس أمام شاشة التلفاز يومياً منذ وعيت على هذه الدنيا، وتشاهد إعلانات شتى : منتجات استهلاكية وخدمات؛ شركات ومصانع ؛ منظمات خيرية وحتى هيئات حكومية، ولكن هل سبق أن شاهدت إعلانا يعلن عن إحدى وكالات الإعلان؟! الإجابة لا! ولولا الشريحة التي يضعون بها إسم الوكالة في نهاية الإعلانات التلفزيونية ما عرفنا بوجود هذه الوكالات من أساسه! وما عرفنا إجابة السؤال الذي تساءله أبناء جيلنا العظام: من يصنع هذه الإعلانات؟!

في الواقع، وكالات الإعلانات لا تعلن عن نفسها! وذلك يفتح الباب لتساؤلات من التراث العربي القديم: هل المثل الشعبي "باب النجار مخلع" ينطبق على الوكالات أيضاً؟ سنحاول أن نلخص الأمر للمهتمين بالعثور على إجابة في عدة أسباب...

السبب الأول يكمن في كلمتين "الجمهور المستهدف"، جمهور الإعلانات هو ملايين المستهلكين، والمستهلكين ليسوا زبائن للوكالات بل هم جمهور المشاهدين لأعمال الوكالات، أما إن سألت عن زبائن الوكالات فنقول لك هي: الشركات، والجمهور المستهدف للوكالات - إذا أعلنت عن نفسها - هم رؤساء الشركات والمدراء التنفيذيين وهم قلة! فليس من المنطقي أن تعلن الوكالة عن نفسها بشكل جماهيري في التلفاز أو الجرائد مثلا من أجل 5 أو 6 من الرجال المستهدفين من صناع القرار بعدة شركات تعد على أصابع اليد الواحدة! ولذلك فهو أمر غير فعال وفي غير محله بالنسبة للوكالة.

السبب الثاني أن الوكالات تعتمد في إعلانها على المشاركة بأعمالها في جوائز الإبداع الإعلاني المختلفة وهي كثيرة إقليمياً ودولياً ؛ و الـ "بي آر"  الأخبار الصحفية عند فوزها بجائزة إبداعية أو تنظيمها لفعالية هامة لعميل ما في الصحف والمجلات اليومية وأخرى متخصصة في عالم الدعاية والإعلان مثل مجلة: Campaign على سبيل المثال؛ وهو فعال أكثر من وجهة نظر الوكالات من حيث التكلفة فهو لا يكلف شيء تقريباً مقارنة بوسائل الدعاية التقليدية - فالوكالة في هذه الحالة "تركب" مجاناً على ظهر خبر العميل وتسوقه ناحيتها! - ويوفر فرصة أكبر للسرد بل و"الرغي" حول الوكالة وإنجازاتها إن شئت ليرد اسمها في الجرائد والمجلات.

السبب الثالث هو أن وكالات الإعلانات عملها فيه جزء كبير من "البرستيج"، يعني قد يفكر البعض منهم أن الإعلان من جانبهم ربما يرسم صورة غامضة حول الوكالة أو قد يفسر ذلك البعض من المنافسين أنها تعاني من قلة العملاء مثلا ولذلك فهي تعلن أو "تدلل" على نفسها في السوق! :) ... ولأن عمل وكالات الإعلانات قائم في جزء كبير منه على أبحاث السوق والاستخباراتية والتعرف عن قرب على أدق تفاصيل العملاء المستهدفين وأحوال الوكالات المنافسة الأخرى فقد يفسر البعض الأمر على هذا النحو فيبدأون في التقصي! وسنخصص مقالة  لهذا الأمر. 

السبب الرابع هو أن غالبية الوكالات في العالم تعاني مادياً وبشكل دائم! ... مهما بدا الأمر من عظمة المكاتب، ووجودها في مناطق وبنايات "راقية" أو من سيارات المديرين الفارهة أو من الرواتب المعروضة. فالوكالات شغالة بالمبدأ الأمريكي: "هاير أند فاير"! يأتي عميل كبير فيتم توظيف جيش صغير ، وما أن يرحل حتى يبدأ "حمام الدم" بذبح الطاقم إن لم ينجحوا في العثور على بديل؛ والسبب في هذا "الفلس" شبه الدائم هو تكاليف التشغيل الكبيرة (إيجار المكان الفاخر الذي يجلسون فيه - ورواتب المديرين الخيالي - وطاقم الإدارة العليا الهائل - وامتيازات مديري خدمة العملاء على وجه التحديد -  ومدير فني "كرييتيف دايركتور" كبير أو اثنين) - حيث تستهلك الأعباء المالية الفادحة الناتجة عن وجود هذا "القطيع العُملائي - الإداري" جزء كبير من الأرباح الشهرية والسنوية التي يكدح لأجلها "جيش النمل الشغيلة" أو من يقومون بالعمل الفعلي بالوكالة على مدار العام؛ ولذلك ترى الوكالات في بحث دائم عن "العميل الكبير" أو الحوت الأزرق العملاق الذي ينتشلهم من الغرق والضياع ومحاولة التعويض عنه إن غاب بعشرات من العملاء الصغار الذين يستهلكون العاملين بشكل كبير.

فيما سبق، كان لدينا مدير يدعى (ڤ. م)، وحينما فشل في جلب عملاء جدد رغم ما بذله من جهد ظاهري في سبيل ذلك (بسبب ضعف وصغر السوق)، اعتاد كل فترة على استدعاء مدير قسم الـ "بي آر" في مكتبة ويغلق الباب عليهما ويقرعه بأشد الألفاظ مهددا له بفقدان عمله إن لم يبذل جهدا أكبر في أن يجلب كل شهر أعمال تكفي قيمتها لسد راتب المدير نفسه + مدير خدمة العملاء + راتب هذا الشخص المسكين!  وكما ذكرت في مقالة سابقة، أن العام الوحيد الذي حققت فيه وكالتنا أرباح خيالية صافية، كان العام الذي خلى فيه منصب المدير العام لمدة عام كامل!

 لقد كان توفير راتب المدير وحده كافيا لتحقيق أرباح خيالية للوكالة، فضلا عن قضاء عام من السلام النفسي الفردوسي للنمل الشغيلة!


إذا أعجبك الموضوع: تابعنا باستمرار من خلال صفحتنا على الفيسبوك: مجلة لاكي  سترايك أو على تويتر أو اشترك بالقائمة البريدية ليصلك كل جديد على بريدك من: هنا | للتعليق: اضغط هنا
Searches related to وكالات الدعاية والإعلانات
اسماء شركات دعاية واعلان في مصر
شركات الدعاية والاعلان فى الاسكندرية
شركات الدعاية والاعلان بالسعودية
اسماء شركات دعاية واعلان اجنبية
اسماء شركات دعاية واعلان دبي
اسماء شركات دعاية واعلان في لبنان
اشهر شركات الدعاية والاعلان فى مصر
شركات دعاية واعلان فى مصر الجديدة
Searches related to وكالات اعلانات
وكالات الدعاية والاعلان في مصر
وكالات الاعلان المصرية
وكالة اعلانات طارق نور
شركات الاعلانات التليفزيونية فى مصر
اشهر شركات الدعاية والاعلان فى مصر
شركات دعاية واعلان بمصر الجديدة
وكالة آرت ايجنس للاعلان
وكالات الدعاية والاعلان في الرياض

تعليقات

‏قال ashraf Boghdady

https://www.vatrena.com/c/1897

اكبر تجمع من وكالات اعلان تجده على فاترينا دوت كوم دليل عام واكبر محرك بحث محلى فى مصر

إقرأ أيضا الموضوعات الشهيرة الأخرى

نجمات "بورنو" شهيرات يكشفن حقيقة الأفلام الإباحية –(الحلقة الأولى)

​الدب والأرنب: عبثٌ في مراحيض الغابة

رحلة إلى مدينة هامبورج ألمانيا

قصة الراهبة المصرية التي أسلمت على يد النبي محمد عام 1970

ماذا يحدث حين تقول " لا يمكن أن تسوء الأمور أكثر من ذلك"؟

معنى الصديق اللدود: كاريكاتير الذئب الحكيم والخروف الحزين

مخرج "بورنو" شهير يكشف حقيقة الأفلام الإباحية – (الحلقة الثالثة)

مخرج "بورنو" شهير يكشف حقيقة الأفلام الإباحية – (الحلقة الأولى)

ما هي الجمارك المستحقة على شيفروليه كروز موديل 2012 سعة 1600 سي سي؟

مخرج "بورنو" شهير يكشف حقيقة الأفلام الإباحية – (الحلقة الرابعة)