يوميات مترجم حر:: دليل المترجم والكوبيرايتر للهروب الكبير من عبودية الدوام الكامل إلى العمل كمترجم حُر

يعتقد جميع موظفي الشركات – بدءً من الساعي وعامل النظافة إلى المدير العام والرئيس التنفيذي - اعتقادا راسخاً جازماً بأن مترجم الشركة/ الكوبيرايتر – وبخاصة في وكالات الإعلانات – هو سوبرمان وبات مان! قاموس يمشي على قدمين! وأنه ملكية عامة! يصلح لكافة الأغراض! داخلية وخارجية! رسمية كانت أو شخصية! وأنه يجب أن يكون في خدمة الجميع في كافة المواقف ويلبي كافة الطلبات مبتسماً شاكراً!

ومن سلك ذلك الدرب يعرف أن المترجمين/ الكوبيرايترز يعملون عادة في ظروف مكتبية سيئة! ويضيع الكثير من وقتهم وطاقاتهم في حضور اجتماعات داخلية وخارجية مطولة، ويتحملون سخافات كثيرة – من الزملاء والعُملاء - لا يعرفها سوى مترجم/ كوبيرايتر مثلك!

بعد العمل لعدد من السنوات في بيئة عالية التوتر، بسبب تزايد الأعباء اليومية المطلوبة وكثرتها؛ وفي ظل اعتماد الجميع عليك في كل شيء – بلا أدنى تفكير أو رحمة - حتى في أعمالهم الشخصية، وفي ظل وجودك مع زملاء عمل لا يفهمون طبيعة عملك – وخاصة إذا كانوا من غير جنسيتك ولا يتحدثون لغتك - وكل ما يعرفونه هو أنك "المترجم"! ببساطة شديدة.. الساحر ذو النظارات الذي يعرف اللغتين، صاحب العصا السحرية التي تمكنك من إنهاء الأعمال المطلوبة منهم "هم"!

وفي ظل تعنت الإدارة – مدير بعد آخر – بتجاهل طلباتك المتكررة بتوظيف مساعد أو حتى مترجم "فريلانسر" متعاون من الخارج؛ أو حتى مجرد المساعدة في توفير – مكان عمل مناسب- ينم عن فهم الإدارة لأبسط متطلباتك، ألا وهو الهدوء والتركيز!

واذا كرهت الوضع – الذي لا أمل في تغييره - شهرا بعد شهر وعاماً بعد آخر، وأصبحت فكرة الذهاب إلى العمل كل صباح فكرة مقرفة، واذا مرت سنوات ولازال هذا الشعور الخانق يلازمك – بأنك مطحون – وبدأت الضغوط النفسية تعبر عن نفسها في شكل أمراض جسمانية، فعليك التفكير في الهروب: الهروب الكبير! والأمر ليس سهلا ولا محيص عن الإعداد له لسنوات، ولكن عليك أن تبدأ من نقطة ما، ومشوار الألف ميل يبدأ بخطوة!

وللهروب إلى فضاءات الحرية عليك أن تقوم بما يلي (ويمكنك التجويد أيضا كلٌ على حسب حالته): 

  • في البداية، عليك أن تتوجه إلى الله بطلبك أن تصبح حراً طليقاً، فهو وحده القادر على أن يرتب لك الأسباب بالشكل الذي يمكنك من الهروب بنجاح.
  • عليك أن تُبدع في عملك، وأن يُعرف عنك ذلك بين أوساط عملك، وعليك أن تشتهر بالكفاءة والسداد في المواقف الصعبة.
  • عليك أن تبدأ بتوطيد علاقاتك مع الزملاء القدامى الذين رحلوا عن شركتك إلى شركات أخرى من نفس المجال – سواء في نفس البلد أو حتى من رحلوا لبلدان أخرى، عليك بتدعيم علاقتك بهم قدر المستطاع، فهم أكبر بوق دعاية لك، ووكلاء يجلبون لك العمل – اذا كانت علاقتك بهم جيدة.
  • عليك أن تتعامل مع شركة أو اثنتين أو ثلاثة بشكل سري – بجانب عملك - وأن تقبل معظم الأعمال التي تصل إليك – من شركات وأفراد – لتستكشف اللاعبين في السوق في نفس المجال سراً، وأن تكون متاحاً بشكل يومي لتلبية احتياجات أعمالهم وسط أعمالك الرسمية – أثناء يوم العمل وهذا صعب- وبعد مواعيد عملك الرسمية على قدر استطاعتك وفي العطلات الأسبوعية والسنوية – إلا قليلا للترويح عن النفس والتقاط الأنفاس.
  • عليك أن تتحمل الضغط الناتج عن ذلك لعدة سنوات، والأمر ليس سهلاً، ولكن ذلك سيرفع مستوى تركيزك ويفتح أمامك الأبواب.
  • عليك المحافظة على علاقات العمل السرية هذه لعدة سنوات، فهي القاعدة الصلبة التي ستستند عليها في المرحلة القادمة.
  • عليك تجنيب كل العائد المادي الناتج عن هذا العمل الخاص مع الفوائد الأخرى بالطبع – مكافأة نهاية الخدمة مثلا- واستثماره في أي نوع من الاستثمارات التي تدر دخل ثابت ولو قليل.
  • عندما يحين الوقت المناسب، وبعد أن تتأكد من قدرتك على الصمود والاستقلال ماليا كان أو مهنيا ، وأثناء تقديم الاستقالة من شركتك، في نفس اللحظة يمكنك أن تقدم لمديرك – الذي يتوجس حين يراك بورقة الاستقالة بيدك يفكر كيف سيأتي بالبديل - رسالة عرض خدماتك كمترجم متعاون لحين العثور على البديل، ولسوف يرحبون بذلك، فليس أمامهم بديل! على الأقل في وقتها – وقد يستمر الوضع طويلا بعد تأكدهم من نجاح الأمر.
  • عليك أن تكون متاحاً في الموعد المتفق عليه لبدء العمل في حلتك الجديدة: كمترجم حر.
  • وحين يتأكد الجميع – شركتك الأصلية وعملاؤك الخارجيين - من قدرتك على تلبية احتياجاتهم – عن بُعد "أونلاين" في هيئتك الجديدة – عليك باختيار زبائنك، والتخلص من الزبائن غير المربحين الذين يربكون وقتك الثمين بأعمال صغيرة غير مربحة.
  • كافئ نفسك بانتقاء نوعيات الأعمال التي تحبها أو التي تفضلها بعد أن قضيت عقود كأنها دهور تقوم يومياً بأعمال لا تحبها!
وحين تستلم أول راتب أو مقابل مادي من عملك الحر وأنت مدير ذاتك وسيد نفسك– عليك أن تتوجه بالشكر لله على النجاح – فهو الذي منّ عليك بنجاح خطتك للهروب الكبير إلى سماء الحرية بعد سنوات من العبودية لكل من هب ودب.

 -م.ن
مترجم حُر وكاتب نصوص إعلانية عربية

رابط الموضوع للمشاركة: http://goo.gl/y6nmsw
إذا أعجبك الموضوع: تابعنا باستمرار من خلال صفحتنا على الفيسبوك: مجلة لاكي سترايك
أو اشترك بالقائمة البريدية ليصلك كل جديد على بريدك من: هنا

مترجم - ترجمة - كوبيرايتر - كاتب نصوص - اعلانات - وكالات - مترجمين - مترجمون - مترجم حر - ترجمه - دوام كامل - عبودية - وظيفة - دوام جزئي - الهروب  الكبير - الهروب - دليل - دليلك - المترجمون -الترجمة



تعليقات

‏قال borg
تحليل مميز وأسلوب رشيق
‏قال Enbee
عزيزي borg
شكرا على مروركم الكريم والإطراء :)
‏قال غير معرف…
طيب أنا دلوقتي مترجمة وكوبيرايتر حرة أبحث عن عمل بدوام كامل لسببين مهمين. أولا لأنى لسة مبتدئة ودخلت المجال بالصدفة من سنتين و حاسة إنى مش عارفة أوسع دائرتي لأنى ببساطة بشتغل مع عميل واحد أو اتنين . السبب التانى المترتب على الأولانى هو الفلوس! عايزة دخل ثابت.
فأنا بالرغم من كلامك مستعدة أخوض التجربة لأنى حابة أكتشف المجال و أبقى بشتغل مع فريع كرييتف و أستفيد من البيئة دي و أفهم أصول اللعبة. هل أنا بحلم؟ بماذا تنصحنى؟
‏قال Enbee
غير معرف
عزيزتي،
شكرا على التعليق.
في البداية دعيني أوضح أن هذا البوست موجه (بشكل حصري) لمن عاشوا تجربة الدوام الكامل لسنوات طويلة وليس العكس! ولمن وصلوا لمرحلة من الخبرة والتوسع والانتشار لدرجة تكوين دائرة عملاء خارجيين والشروع بالانطلاق بمشروعهم الخاص!
أما المبتدئين، ومن هم في بداية مشوارهم المهني، لابد ولا محيص عن العمل بدوام كامل لاكتساب الخبرات والدخل الثابت.
كما أن هذا الأمر يعتمد على نوع الشخصية: فهناك من يحب / تحب الخروج كل صباح وتكوين دائرة أصحاب من مكان العمل (وهذا الأمر شيء أصيل بالشباب صغار السن!) أما الكبار سنا مماً ملوا من هذا النوع من الحياة وكبروا سناً لدرجة عدم تقبلهم لإمارة وسيطرة المديرين وسفالتهم أحياناً، فالانفصال وتكوين العمل الخاص والتوسع فيه إن أمكن هو التطور الطبيعي.
واذا اردت النصيحة: عليك بزيارة المواقع الالكترونية للوكالات العاملة بمدينتك – وتقديم سيرة ذاتيه في قسم التوظيف بالموقع. فالوكالات غالبا لا تنشر اعلانات توظيف – الا نادرا.. كما يجب عليك الحفاظ على بروفايل مكتوب جيدا على لينكد إن – والتواصل مع أكبر عدد من مسؤولي الوكالات.
‏قال غير معرف…
أشكرك يا Enbee بشدة وعنف على نصيحتك!
أنا ببذل كل ما في وسعي الآن للتواصل مع الوكالات بالرغم من إن البورتفوليو بتاعي مش غنى قوي، ولكن بحاول أعالج ده بإظهار رغبتي الشديدة فى اقتحام المجال و شغفي به و cover letter جذاب.. شكرا تاني :)

إقرأ أيضا الموضوعات الشهيرة الأخرى

نجمات "بورنو" شهيرات يكشفن حقيقة الأفلام الإباحية –(الحلقة الأولى)

​الدب والأرنب: عبثٌ في مراحيض الغابة

رحلة إلى مدينة هامبورج ألمانيا

قصة الراهبة المصرية التي أسلمت على يد النبي محمد عام 1970

ماذا يحدث حين تقول " لا يمكن أن تسوء الأمور أكثر من ذلك"؟

معنى الصديق اللدود: كاريكاتير الذئب الحكيم والخروف الحزين

مخرج "بورنو" شهير يكشف حقيقة الأفلام الإباحية – (الحلقة الثالثة)

مخرج "بورنو" شهير يكشف حقيقة الأفلام الإباحية – (الحلقة الأولى)

ما هي الجمارك المستحقة على شيفروليه كروز موديل 2012 سعة 1600 سي سي؟

مخرج "بورنو" شهير يكشف حقيقة الأفلام الإباحية – (الحلقة الرابعة)