اذا مسكتك الكهربا طفيها بالطفايه دي - قصه من ثلاثه مشاهد
المشهد الاول
نهار داخلي
داخل احد الفنادق الكبري بضاحيه المعادي منذ سنوات بعيده حيث عملت لفتره في اجازه صيف بقسم خدمه الغرف ولمن لا يعرف فهو القسم المسئول عن تقديم الاغذيه و المشروبات الي النزلاء في الغرف.
كنت اعد الساعات في انتظار
انتهاء فتره عملي الصباحيه والتي تنتهي في تمام الثانيه ظهرا وفجاه ظهر مدير القسم في توتر مفتعل وهو يدورحول نفسه
= سيب كل اللي في ايدك و تعالي طلع الاوردر ده
=بس
=مفيش بس- انجز هتروح للاستاذ (ْْْْ-) في الحسابات هيديلك ظرفهتسلمه للعقيد (-) هتلقيه قاعد في الجنينه عند التنده ماتنساش تاخد صينيه الاكل دي وفي طريقك عدي علي البار خدله اتنين بيره امريكاني واوعي حد من المديرين يشوفك اركب اسانسير الاسطف لاحسن انفخك.
=قلت في سري (حاضر يا عم المنفاخ)
ذهبت واستلمت الظرف من كرش متخفي في صوره موظف حسابات وصلت للمكان ووضعت الصينيه والبيره امام العقيد وباصابع ملهوفه التقط الظرف وتحسس ما بداخله بيد خبيره دون ان يفتحه امام العساكر اللذين نهشهم الجوع الواقفين المبحلقين في صينيه الطعام
اتضح بعدها انها رشوه حتي يقوم بتخفيض عدد طفايات الحريق المفروض ان تكون موجوده بالفندق مما سيوفر علي اداره الفندق مبالغ طائله وهو كمسؤل عن تامين الفندق ضد حوادث الحريق كتب في تقريره انه مر وزار الفندق شبر شبر مداخل و مخارج وصواني و بيره.
المشهد الثاني
نهار داخلي
كبرت و تخرجت و عملت باحد المؤسسات و بنفس التوتر الانفعالي يدخل المدير و هو يدور حول نفسه وهو يكلم احد السائقين بالمؤسسه:
=هتروح الفحص دلوقتي وحاول تشوفلك صرفه ولو معرفتش امرك الي الله روح للعميد (-) وهو هيتصرف
=امرك ياباشا
=انطلق السائق واتضح انه ذاهب الي اداره تراخيص المرور لاستخراج تراخيص سيارتين للمؤسسه طلبوا منه طفايه حريق استلف طفايه من سائق اخر ودفع له اللي فيه النصيب طلبوا منه طفايه ذات سعه اكبرلانها سياره ميكروباس حديثه كبيره الحجم لم يفوت الفرصه في خفه الفهدو ذكاء القرد وسرعه اربعين كلب في الدقيقه رجع للمؤسسه بفكره شيطانيه
=رجل الامن ايه واخد الطفايه دي علي فين ؟
=ملكاش صالح- المدير عارف
=اخذ الطفايه المتختخه كبيره الحجم مما هو مثبت اصلا بالسجلات انها ملك المؤسسه (طفايه منشات) وبالطبع فهي جديده تماما مغلفه بالبرشام الرصاص لا يجرؤ احد علي فتحها واثبتها في سجلات اداره المرور مره اخري (طفايه مركبات) و عاد في زهو للمؤسسه
=المدير في سعاده وهو يربت علي كتف السائق الهمام- عفارم عليك يابن الهرمه
والتفت الي شرابه الخرج اقصد رجل الامن بالمؤسسه امرا اياه ان يغلق باب مخرج الحريق بالمفتاح حتي لا يستطيع احد من الموظفين ان يخرج الا من الباب الرئيسي قائلا
=اوعي تفتح الباب ده لانفخك
------------------------------ -----------
المشهد الاخير
ليل خارجي
في يوم شديد الحراره في شهر رمضان الحالي اسرع مهرولا الي المسجد الوحيد بالمجمع السكني لأصلي صلاه التراويح ممنيا نفسي بانه عما قريب سادخل الجامع واستمتع بهواء التكييف داعيا الله بالخير لمن ساهم في ادخال عشر مكيفات هواء للجامع الكبير مما اضاف له رونقا وهواء منعشا يساعد علي العباده.
صلينا العشاء وجلسنا ننتظر صلاه التراويح وفجاءه تصاعدت رائحة الشياط والحريق بالمسجد - انطفا النور وشب حريق هائل في علبه الكهرباء.
- =خادم السجد صائحا – كله من الكهربائي ابن الكلب التكييفات كلها علي مفتاح واحد.
- =اصوات متتداخله –يارب – حريقه - الله اكبر تطفي النار- ميه - لا اوعي تستخدم الميه لتتكهرب - الميه مقطوعه اصلا
- – علي فكره الجامع ده في برص
- - ميتحرق البرص ياعم
- - ليه انت ما تعرفش انهم لما جم يحرقوا سيدنا ابراهيم كل الحيوانات كانت زعلانه الا البرص هو الوحيد اللي كان فرحان و بينفخ في النار.
=صحت باعلي صوتي يا اخوانا محدش معاه طفايه في عربيته؟؟
ملحوظه 70% من المصلين ياتون من اماكن بعيده بسياراتهم لذلك المسجد الا انه لا حياه لمن تنادي- كله قطع ودانه و رماها بره الجامع -طبعا فالطفايه غاليه سيحتاجونها عند تجديد الترخيص اما الجامع-بيت ربنا- فلا
لم ايأس وخرجت من الجامع حافيا وحاولت إيقاف تاكسي – توقف السائق الشهم
=علي فين يا برنس
=والنبي الجامع بيتحرق معاكش طفايه؟
-ربنا يحنن عليك وانطلق مسرعا مشوحا بيده- بلاش كلام فارغ
لمحت بعدها لوحات السياره وارقامها واضحه تماما
(اجره يهود بني النضير)
=استطاع أحدهم احضار طفايه حريق عدت للمسجد مره اخري ولا اعرف كيف لا توجد طفايه حريق بالمساجد؟
=قال الرجل الذي يحمل الطفايه لخادم المسجد اذا مسكتك الكهربا طفيها بالطفايه دي لا تراب ولاميه
انتهي المشهد خرجت من المسجد وانا شارد الذهن ففي دول اوروبا الامر مختلف ففي كل حي توجد سارينه عاليه الصوت موصله بجهازانذار متصل بهيئه المطافي داخل صندوق زجاجي كل ما عليك هو كسرالزجاج و الضغط علي جرس الانذار و سرعان ما ستظهر سيارات الشرطه المتجوله و التي ستحدد مكان الحريق بدقه لزملائهم من قوة اطفاء الحريق دون الدخول في مهاترات الاتصالات التليفونيه و رفض قوه الحريق عندنا الخروج لان المتصل يتكلم من خلال المحمول و ليس هاتف ارضي يمكنهم تتبعه وخشيه ان يكون ذلك بلاغ كاذب.
لا ادري لماذا تذكرت قطار الصعيد المحترق.
تعليقات
احيك على الموضوع فهو يوضوح بعض من سلبيات مجتمعنا الرائع,الرائع جدااا...وفى نفس الوقت باسلوب شيق و فيه روح دعابه لذيده.وعلى فكره لا داعى لاعتذار عن اللغه العاميه فقد استخدمتها برقى و طلاقه جميله و مرحه مما جعل للموضوع طابع مشوق لتكمله القصه .اعجبنى الموضوع و الاسلوب كثيرا لما فيه ايضا من روح الروايه الشيق مع الاسلوب الساخر الناقض ابو دم خفيف
تحياتى
فهو يوضح و يظهر...........الخ
شكرا :)
أطبق نفس النظم الأوروبية في السلامة والأمن الصناعي .. يضحك مني زملائي من فرط اهتمامي باحتمالات ضعيفة جدا .. لكن عندما يحدث مكروه يعرفون حينها بعد نظري