شخصيات من الأجندة المهنية: المتسلق
المتسلق، شخص اتخذ في حياته مسار نبات اللبلاب! .. يتسلق على دعامات من الأجسام الأقوى ليكبر وينمو ليفوقها طولا وخضرة بعد فترة قصيرة.
ترى (المتسلق المخضرم) يعرف كيف يصل إلى ذوي النفوذ في مؤسسة أو مكان ما، فهو يتمتع بمهارات خاصة في فن الوصول إلى من يشغلون الدرجة الأعلى في السلم الوظيفي.. مهارة فطرية.
المتسلق شخص لديه مهارات خاصة في جمع المعلومات وفن إدارة المعلومات ويعرف كيف يفرز المعلومة ويوصلها إلى الجهة الصحيحة والاهتداء بذكاءه إلى مفاتيح الشخصيات المستهدفة.
مفاتيح الشخصيات هي الأداة التي يمسك بها المتسلق الشخصية المستهدفة، تماماً كـ"عرائس الماريونيت" ، فالمتسلق المخضرم يعرف مثلا أن مديره "سكير"، فهو كثيرًا ما يدعوه لحفلات خاصة يقيمها في بيته أو في أماكن عامة، حيث تفيض "أنهار الخمر" الغالية النادرة بكرم واسع يليق بمقام المدير الكبير. وإذا سكر المدير ولم يتمكن من القيادة، فهو حتما سيعرض عليه أن يوصله لبيته، أشرب ولا تقلق حضرتك، أنا هنا من أجلك!
وإذا عرف مثلا أن كبار المديرين يلعبون "الجولف" في الصباح الباكر من يوم الجمعة، تراه أول من يبادر إلى الإشتراك والانتظام في الحضور حتى ينضم "لنادي النخبة" وتجده دائمًا بصحبتهم في حلهم وترحالهم.
وفي الحفلات تجده يحضر زوجته ليعرفها على زوجة المدير الكبير، ولن يقف بحال من الأحوال مع زملائه من الموظفين، حيث تتبادل النساء الزيارات لاحقًا ويتصادق الأطفال، فمن ذا الذي يمنع المدير من أن يقربه منه؟ وهو الشخص الذي يحبه ويحب أسرته ويقوم له بالخدمات الخاصة؟!
فهو قد يتبرع في بعض الأحيان بأن يقوم هو وزوجته وأطفاله بدور "البيبي سيتر" لأطفال المدير حتى يحظى السيد الكبير بوقت خاص في حفلة أو تجمع لا مكان فيه للأطفال ، وفي بعض الأحيان يعرض أن يصطحب أطفاله إلى حديقة ليلعبوا مع أطفاله ويتأكد من الإغداق عليهم ليخبروا والدهم بهذا الكم من الحب الذي يلقونه عند "أنكل متسلق"
المتسلق يتبرع للقيام بدور" العصفورة" أو المخبر الذي يطلع المدير على المعلومات المنتقاة بعناية في المكان، والذكي منهم لديه " مقياس" لفرز المعلومات ذات الأهمية الكبرى عن الأقل أهمية.
يتحلق المتسلق " بأدب القرود" ، فهو أستاذ في "مسح الجوخ" و"الضحك على النكت البايخة"، ويتحسس مواقع الخطر وحقول الألغام في معرض الحديث مع المدير ويتجنبها ويكثر من التوابل التي تلقى استحسانًا في عقله.
المتسلق لديه "رادار قوي" يمكنه من معرفة " المهمين" من البشر من غيرهم، وتجد ضحكته الرنانة يتردد صداها في المكان حتى ليختلط عليك الأمر في بعض الأحيان فتقول: .. يا له من رجل لطيف! وكم أنا إنسان شكاك سيء الظن!!!
المتسلق تجده يترقى في سلمه الوظيفي بشكل أسرع وإن وجد أن المكان الحالي لن يحقق له ذلك، فهو يستخدمه كـ " منصة قفز حر" للهبوط بالباراشوت على مكان آخر يحقق له ما يبتغيه من طموحات أومراحل في خطته طويلة الأمد.
حين تتأمل حال المتسلق بعد سنوات، تجده قد وصل درجات أعلى في وقت قياسي مقارنة بمن بدأوا معه في ذات الوقت. وتجده قد استفاد أكثر من الآخرين وعلى كل وجه ممكن
المتسلق يبقي على "شعرة معاوية" بجميع الناس لأنه يعرف أنه حتمًا سيحتاج لأحدهم في يوم ما. وهو يرى الناس مجرد "فرص تتحرك على الأرض" أو حتى "درجات سلالم ليصعد عليها". ولذلك فهو لا يصادق أحد بالفعل ، فهو صديق لنفسه فقط
المتسلق شخص ذكي، وتخفى هويته على الغبي دائمًا ويعرفه الذكي من أول وهلة.
يبدو الموضوع مثيرًا؟؟....هيا نتسلق قليلاً
تعليقات
تحياتى
شكراً على القراءة والتعليق
أيوة الفضولي وحمامة السلامة كلمتين مهمتين في الموضوع. شكراً على القراءة والتعليق.
ربنا ما يجعلنا منهم يا رب
شكرا على دووام المتابعة والتعليق
فعلا هم في كل مكان .. بس مش هي دي المشكلة، المصيبة إن الواحد بيشوف نجاحهم ووصولهم للأهداف على حساب غباوة الآخرين!!!!
تحياتي العطرة