أصل الكلام المصري
ربما لا يوجد علي الارض شعب تكونت لغته و ثقافته و خبراته علي مر الاف السنين مثل الشعب المصري والذي عرف فكره تدوين الافكار والكلمات في شكل لغه مكتوبه منذ الاف السنين و سبق بذلك الكثير من الحضارات المعاصره ولكن علي مر العصور اندثرت العديد من الكلمات و تغيرت معاني بعضها واختلفت تغيرا جذريا عن معناها الاصلي
ولذلك اردت ان اعرض بعض الكلمات اصلها و معناها و كيف تطورت علي مر العصور والتي قد يغيب عن الاذهان معناها الاصلي و سنبدا بالتاريخ الاحدث فمثلا في اواخر العصر العثماني شاع استخدام كلمه (ابن ناس او اولاد الناس) للدلاله علي الطبقه العريضه من المصريين الكادحين والحرافيش تمييزا لهم عن الطبقه البرجوازيه الحاكمه و ليس كما هو شائع الان للدلاله علي طبقه ابناء عليه القوم
العصر المملوكي كلمه (اشتغل فلان زميله ) كانت تعني عندهم اي دس له السم في الطعام اي قدم له طعاما مشغولا اي مسموما كما كان شائعا عندهم ذلك الاسلوب في التخلص من الخصوم و ليس معناها المزاح كما هو شائع الان
كلمه (كوسه) والتي تعكس الان معني المحسوبيه والواسطه حيث ظهرت تلك الكلمه عندما كانت تحيط بالاسواق الاسوار العاليه و يقوم جباه الضرائب و الحراس بفرض الاتاوات و الضرائب قبل دخول السوق مما يؤدي للزحام الشديد و قد كانت الورقيات و كذلك محصول الكوسه تفسد سريعا من الحر الشديد و عدم وجود تبريد للخضراوات و لذلك كان يتم ادخالهم الي السوق بشكل استثنائي و عندما كانت تتعالي اصوات المعترضين كان يرفع الحارس صوته قائلا :كوسه و ربما كان ذلك سبب استخدام الكلمه الي الان للدلاله علي ذلك المعني
العصر الاغريقي الروماني كما اختفي السبب الاصلي لتسميه بعض المدن و الاشياء مثل كلمه كوم الشقافه فكلمه كوم مشتقه من الكلمه الاغريقيه الرومانيه كاتاكومب اي مقبره حيث كانت توجد بتلك المنطقه مقبره مدينه الاسكندريه و كلمه الشقافه ظهرت من خلال عاده اجتماعيه يونانيه رومانيه متوارثه حيث كان اهل المتوفي يقومون بزيارته في الاعياد و المناسبات و كان من عاداتهم تناول الطعام اثناء تلك الزيارات الا انهم كانو يتشائمون من ان يعودوا الي منازلهم و معهم اواني اصطحبوها معهم لمكان الاموات و لذلك كانوا يكسرونها خارج باب المقبره لابعاد شبح الموت عن باقي افراد الاسره و لذلك استخدموا اطباق رخيصه الثمن من الفخار و لكن بعد ظهور عمليات التنقيب عن الاثار فقد تم العثور علي اكوام هائله من تلك الشقف الفخاريه و من هنا جائت التسميه (اكوام الشقافه او مقبره الشقافه)
خلال العصر الفرعوني استخدمت اسماء لبعض القري بنفس معانيها و نطقها و ان تحرف علي مر العصور فعلي سبيل المثال لا الحصر كلمه دمنهور مشتقه من كلمه دمي-ان هور اي منزل الالهه حتحور و كذلك اسماء الشهور القبطيه مثل هاتور اي شهر الالهه حتحور
و يوجد الكثير و الكثير من الاسماء الدارجه التي يعود اصلها لكلمات يونانيه و ايطاليه و انجليزيه و تركيه بل الي اصول افريقيه ايضا في لغتنا العاميه دون ان نفطن الي معناها الاصلي او من اين اشتقت ارجوا ان اكون قد اضفت معلومات جديده الي القارئ العزيز.
أكمل القراءة في الجزء الثاني: أصل الكلام المصري - الجزء 2
إذا أعجبك الموضوع: تابعنا باستمرار من خلال صفحتنا
على الفيسبوك: مجلة لاكي سترايك
|
أصل الكلام المصري
تعليقات
اولا احب ان احيك من قلبى على هذا البوست الرائع
ثانيا اشكرك على المعلومات القيمه ,معلومات قيمه فعلا ,مهم قوى ان الواحد يبحث عن اصل الشىء مثلما فعلت فى بعض الكلمات واتاريخها و اصلها لانها تفسر للفرد ما يمكن ان يكون وراء هذا التعبير و كيف تطور و يصبح وقتها منطقى جدا مثل كلمه كوسه ,عجبنى قوى انى عرفت اصلها لانى كنت بسال نفسى كتير اشمعنى كوسه يعنى ,ربما فعلا انتقلت الينا عبر العصور و اصبحنا نستخدمها و لكن دون ان نعى ان لها اصل يصح اان يكون منطقى لاستخدامها للتعبير عن المحسوبيات و عدم المسواه .
فى انتظار المذيد
تحياتى
والأمثلة هنا ستكون أكثر بكثير
:)))
تحياتي