هل تريد أن يشعر الناس بدفئ شخصيتك؟؟...ضع كوب ساخن من القهوة في أيديهم
خبر منشور بتاريخ 25 أكتوبر 2008 يقول: أن دراسة نشرت حديثاً بينت أن حكم الناس على الناس يتأثر بالاحساس بالدفء والبرودة – أي إذا كانوا يمسكون بين أيديهم شيء ساخن أو بارد مثل كوب من القهوة الساخنة أو كوب من العصير البارد – قد يختلف الحكم على الشخص ! قد تعتبر هذا الشخص بارد أذا كنت تشعر بالبرودة – والعكس صحيح ، فإذا كنت تشعر بالدفء فقد تعتبر نفس هذا الشخص شخصاً دافئاً
كما بينت الدراسة أن الناس يميلون لأن يكونوا اكثر دفئاً مع الآخرين إذا كانوا هم يشعرون بالدفء – بينما يكونون أقل دفئاً وعطاءاً إذا كانوا يمسكون بين أيديهم شيئاً بارداً أو يشعرون بالبرودة
وقياساً على ذلك ، يمكننا القول بأن احساس الناس بالناس يتأثر في فصل الشتاء عن الصيف – أو إذا ما كان التعارف في الشتاء في جو قارس البرودة أو في جو دافئ مشمس – ومن هنا جاءت فكرة أن الرومانسية وقصص الحب تشتعل في الصيف وليس في الشتاء - هل تذكرون فيلم البنات والصيف ؟؟
إذا فليس هناك حقيقة مطلقة في احساسنا بالأشياء وبالناس وفي إصدار الأحكام الأولى عليهم – فالظروف الخارجية تحدد الجزء الأكبر - حتى تحل المعرفة الجيدة بالشخص هذا اللغز – بتأكيده أو نفيه
بل ويمكن التوسع أيضاً لأن نقول أن الروائح أيضاً تؤثر على أحكامنا على الناس – الشخص ذو الرائحة الكريهة: من الصعب جداً أن تتقبله – بينما الفتاة ذات الرائحة العطرة الذكية تتلاعب بعقول وقلوب الآخرين بسهولة أكبر – فالعقل – الذي يعمل جانب منه بشكل أتوماتيكي بحت - يلصق طيب الرائحة بها شخصياً وليس بكونه عطراً من - زجاجة شانيل - رشت منه قطرات قبل أن تنزل من بيتها
الألوان : إذا كنت تحب لوناً معيناً ورأيت الشخص يرتديه – قد تشعر لأول وهلة بأنه أقرب إلى قلبك – أما أذا كان اللون الأحمر يثير أعصابك مثلاُ ، قد يصبح هذا الشخص مثيراً للأعصاب بشكل يصعب تغييره بعد ذلك
ولذلك فالدفء والتقارب الجسدي بين الناس يقربهم من بعضهم البعض – والتباعد في المسافة والبرودة تبعدهم عن بعض
الأم التي لا تحضن أولادها لاتزرع حبها في قلوبهم الصغيرة وكذلك الأب
الزوجة التي يزجرها زوجها بعيداً عنه من الصعب أن تحبه حباً حقيقياً – وكذلك الزوجة التي تدفع زوجها بعيداً عنها طول الوقت – ليس من المستغرب أن يذهب للبحث عن بديلة لها أكثر دفئاً
ولذلك فإن المصافحة والسلام باليد من أسباب المحبة والود بين الناس – وكان الحديث النبوي الشريف : (تماسوا، تراحموا) – وأن يتماس الناس في الصلاة بالأكتاف والأقدام حتى يشعروا بقربهم من بعضهم البعض ولا يتروكوا مسافة للشيطان بينهم وهي شيء رمزي. فطاقة الحب أقرب للطاقة الإيجابية النورانية الإلهية والكره والبغض عكس ذلك تماماً – طاقة سلبية
يبدو أنه لا محيص من أن نعترف ان الانسان مهما فعل - فهو مجرد ريشة في مهب الريح تعبث به العوامل الخارجية – مهما كانت - هنا وهناك ، وهنا أتذكر المشهد الأخير من فيلم فورست جامب بطولة النجم العبقري توم هانكس – حيث ينتهي الفيلم بعد رحلته الطويلة خلال الاحداث الغير طبيعية بمشهد الريشة التي تذهب بها الريح بعيداً في الأفق – وهو مشهد ختامي رمزي يلخص فكرة الفيلم بعيداً عن تفاصيل الاحداث وقشورها
تعليقات