...تلك المدينة
تلك المدينة |
...تلك المدينة!
في كل عام وفي ذات التاريخ... أمني نفسي بقرب الرحيل عن هذا الأفق! عن هذا المنظر الذي لا يتغير ليلاً أو نهاراً صيفاً أو شتاءً... عن ذلك الهواء الذي سئمت رائحته!... وذلك الجمود الذي مللته.. عن تراب شوارع تلك المدينة... عن أصوات العابرين وسُبابهم... ووجوههم المتعبة!
في كل عام وفي ذات التاريخ ... أمني نفسي بأفقٍ جديد ملون...بحُمرة الشفق... وزرقة سماء البحيرة... وكبر حجم القمر ... بشارعٍ جديد أخضر أصفر وبرتقالي مبلل بقطرات الندى ... بوجوهٍ جديدة غير مألوفة... ولغاتٍ حية جديدة على أذني... دنيا جديدة أستحقها (أو ربما لا)...
في كل عام وفي ذات التاريخ... انتظر لحظة تغير المصير ونشوء مسار جديد فيما تبقى لي من زمن على ظهر هذا الكوكب...
في كل
عامٍ وفي ذات التاريخ ... أنتظر نقلةً أعدها تكليلاً لسعي حياتي وتغييراً بحياة من حولي... ومادة جديدة لحديث المقربين
... لكنها لا تأتي.
سنواتٍ وسنوات ... يأتي العام الجديد... ويمر متثاقلاً لا اكترث بمروره كثيراً... في انتظار يوم يضح الدماء في يبس قلبي الخشبي فيزهر....وتدب الحيوية الغائبة في عروقي من جديد
في كل عام وفي ذات التاريخ... يتزاحم الناس... كلٌ منعزل وحيد في بوتقته... بلا التقاء ...وكل يسابق الزمن ليرى ماذا يكون المصير، لعله تغير، لعله تبدل عما سبق من الأعوام، والكل يرى نفس السطر المكتوب بحروفٍ ثلجية قاسية: لاشيء.. لم يتم اختيارك... فلتذهب إلى الجحيم عاماً كاملاً لا نبالي... ولكن تعالَ العام القادم لعلك تكون من بين المختارين... جرّب حظك مرة أخرى في لعبة الملايين والأقدار!... إذهب!
اذهب ولا نبالي...
ولكن المهم ... أن تعود في الموعد... شئت أم أبيت... مغلوباً على أمرك... لتكتب اسمك وتنتظر يوم السحب الأكبر...يوم تقرير المصير ... عاماً بعد عامٍ.. لعلك... لعلك..
وفي كل عام وفي ذات التاريخ تسمع أيضاً عن "المختارين".. ويُدعَون إلى ركوب "قطار الغرب السريع"...وبعد فرحة الفوز ونداءات وهذيان وخيالات ...تتبدد سُحُب الأوهام عن القادم المُخيف... وتجِد من يتردد في صعود القطار... ومن يرتعب من ضيق العربات... ومن لايملك ثمن التذكرة... ومن لا يطيق صبراً للخروج منها...
... تلك المدينة!
********************
شارك الموضوع وتابعنا على الفيسبوك (عوالم منسية) أو تويتر أو اشترك بالقائمة البريدية ليصلك كل جديد على بريدك |للتعليق: اضغط على "إضافة تعليق" أسفل المقالة
|
~كتبها:المنسي -
تعليقات