تأملات في الفجوة بين العلم والتعليم في عالمنا الثالث



كتب - م. ص  

يعتقد كثير منا أن العلم ما هو إلا دروس وعناصر ونقاط يجب أن تحفظ لكي توضع في ورقة أسئلة تحدد مصير كامل للشخص المتلقي للعلم وتودعه في خانة من ضمن خانات الحياة المتعددة سواء كان راضي بهذه الخانة أم لا...
                                                
لكن هل سألنا أنفسنا: ما هو العلم؟ وما فائدته؟ وما النتيجة المتوقعة منه؟ وهل فعلا الدروس والعناصر والنقاط الكثيرة على مدار سنين التعليم ذات نفع وذات صلة بأرض الواقع، وتساعد فعلا في تحقيق أفضل النتائج بالنسبة للشخص والمجتمع؟  
                                     
اعتقد أن العلم الحقيق هو العلم الذي يتيح لي المقومات التي تجعلني احقق أفضل النتائج من المعطيات التي أمامي في الحياة.

 العلم الذي يجعلني مدرك وملم بكل ما يحيط بي في الحياة الواقعية من أجهزة تكنولوجية، وموجات وترددات غير مرئية إلى "بوردات" خضراء مليئة بالأسنان الفضية والأنابيب المتناهية الصغر التي تمثل بالنسبة لنا قوة سحرية أو عفريت من الجن لا احد يستطع التقرب منها ولا معرفة ما لذي يدور بداخلها وكيف تقوم بتشغيل هذه الأجهزة التي نتعامل معها يوميا... إلى المعدات الثقيلة والسيارات ووسائل النقل المتعددة؛  وكيفية أو فكرة هذا العالم المتحرك الذي يقوم على الموتور... إلى اللمبات والكشافات الذي تنير العالم بالليل هل نعلم اللغز الحقيقى للإنارة؟ هذه اللمبات والكشافات غير أنها توصل بالكهرباء كي تشتغل؟!؟

... الكثير والكثير يحيط بنا ونحن لا نعلم من أين جاء؟ وكيف ينشأ؟ لكننا نعلم جيدا كيف نستغل هذه الأشياء استغلال لامثيل له إلى عالم الذرات وهذا العالم المتناهي في الصغر.

هذا العالم الذي يعتقد فيه الكثير من الأطفال أن الذرة اختراع!!! ولا يعلمون أن الذرة التي يتعاملون معها بشكل مستمر في كل لحظة تمر عليهم... لا يعلمون أن الذرة في الملابس التي يلبسونها... وفي القلم الذي يمسكون ولا يعلمون أنها في المياه والمشروبات التي يتناولون فهى ببساطة المكون الأساسي بكل ماهو محيط بالإنسان بل هى أيضا المكون الأساسي للإنسان بجانب الخلية...

إلى عالم التليفونات التي نستخدمها من أكثر من نصف قرن... هل نعلم كيف يصل الصوت في نفس اللحظة التي نتفوه بها بالكلمة؟.. هل علمونا أن هذا اللغز حله في أن سرعة الموجات عالية جدا لدرجة أنها تجعل الزمن شبه منعدم؟

 هل ربطوا هذه المعلومات ببعض في تعليم الطلبة عبر سنوات الدراسة؟ أم علمونا فقط أن الصوت عبارة موجة تنتشر في الفضاء؟ الكثير من المعلومات تلقيناها بالفعل لكن تلقينها بدون فهم أساسي لها ولا كيفية استغلالها في أمثلة واقعية يتعامل معها الطالب يوميا أظن أن هذا يفرق كثير في النتائج المرغوبة.

ننتقل إلى عالم الفضاء والإجرام السماوية التي تمثل بالنسبة لنا شمس وقمر ومجموعة شمسية... هل نعلم أن هذا العالم ذات نفع كبيير جدا بالنسبة لنا نحن سكان الأرض وانه ليس "قسم علمي وخلاص" وان تكنولوجيا بأكملها قامت على تحليل هذا العلم وتطبيق نظريات في كالنظرية النسبية العامة والخاصة..

 هل نعلم أن النجوم الكثيرة التي نراها يوميا ما هي بنجوم لكن هي "ماضي النجوم" وان هذا الضوء الذي نراه هو الضوء الصادر من هذا النجم المنفجر من ملايين السنين وان هذا الضوء واصل إلى مرمى نظرك في اللحظة التي ترى فيها الضوء... تخيل هذه المسافات الشاسعة التي فوقنا وان ضوء بسرعة 300 الف كيلو متر في الثانية الذي وصل لتوه وأنت تنظر إلى النجم يعني بالبلدي" الضوء ده فضل مسافر بالسرعة الكبيرة ديه من آلاف السنين بل ملايين السنين"...

 الكثير والكثير يتطرق إلينا ونتعامل معه بشكل مستمر لكن لا نعلم ما هو!!
                                               
إذن أين التعليم الذي نضيع فيه سنوات وسنوات من أعمارنا؟؟؟
لا أجد أفضل من مقولة ألبرت أينشتاين في ختام هذه المقالة :" إن التعليم هو الثقافة المرتبطة بالإنسان حتى بعد انقضاء فترة التعليم".

...وإذا نظرنا إلى ثقافتنا نظرنا إلى درجة تعليمنا.

إذا فما هو الحل؟

·         اعتقد أن الحل يكون في تغيير أسلوب المنهج النظري وجعله مرتبط ارتباطا كليا بالأشياء العملية التي نتعامل معها يوميا التي تمثل سوق العمل خاصة والحياة عامةً
·         وأيضا في تغيير أسلوب الإلقاء من جهة المعلم إلى الطالب واللجوء إلى الصوت والصورة في إلقاء المعلومات للطالب
·         بل أيضا إعطاء مساحة إبداع للطالب يقدر يعبر فيها عن أفكاره وميوله ولا يكون مجبوراً على الروتين الموضوع من عشرات السنين وممارسة الأشياء التي يتعلمها الطالب عمليا بيده حتى نقوم بتشغيل كل الحواس في تلقى العلم من الأذن إلى العقل إلى الأطراف وبهذا تترسخ المعلومات في عقل الطالب ولا يستطيع نسيانها لأنه سوف يجدها بعد التخرج محل للممارسة اليومية في شغله وفي حياته عموما
·         كما يجب أن ننظر إلى تجارب العالم المتقدم في التعليم ونتعلم منها.
·         أخيرا وليس آخرا، التأكيد للطلبة منذ نعومة أظفارهم أن ما يتعلموه في المدارس والمعاهد والجامعات ما هو إلا أول السلم الذي يضعه لهم التعليم النظامي، مجرد حجر الأساس الذي ينبغي عليهم أن يكملوا عليه ببحثهم الشخصي وإطلاعهم وتبحرهم كل في مجاله – وهكذا تكون بداية التغيير.
للتعليق: اضغط هنا 


إذا أعجبك الموضوع: تابعنا باستمرار من خلال صفحتنا على الفيسبوك: مجلة لاكي سترايك أو على تويتر أو اشترك بالقائمة البريدية ليصلك كل جديد على بريدك من: هنا
علم - تعليم - التعليم في العالم الثالث -  
Searches related to العلم والتعليم في العالم الثالث
دور التعليم في تطوير المجتمع
دور التعليم في بناء المجتمع
التعليم ودوره في بناء المجتمع
تعريف التعليم التقليدي

تعليقات

‏قال غير معرف…
جزاكم الله كل خير على هذا الموضوع الشيق

فعلا يجب اتخاذ خطوات كثيرة تجاه التعليم في بلادنا
والرقي بمستوي التعليم والثقافةالى اعلى مستوى ممكن
‏قال غير معرف…
موضوع هادف فعلا ... وطريقه سرده بسيطه وعميقه بنفس الوقت تجعلك تقف عند نقاط الموضوع وتفكر جيدا بأهميه التعليم

إقرأ أيضا الموضوعات الشهيرة الأخرى

نجمات "بورنو" شهيرات يكشفن حقيقة الأفلام الإباحية –(الحلقة الأولى)

​الدب والأرنب: عبثٌ في مراحيض الغابة

رحلة إلى مدينة هامبورج ألمانيا

قصة الراهبة المصرية التي أسلمت على يد النبي محمد عام 1970

ماذا يحدث حين تقول " لا يمكن أن تسوء الأمور أكثر من ذلك"؟

مخرج "بورنو" شهير يكشف حقيقة الأفلام الإباحية – (الحلقة الثالثة)

معنى الصديق اللدود: كاريكاتير الذئب الحكيم والخروف الحزين

مخرج "بورنو" شهير يكشف حقيقة الأفلام الإباحية – (الحلقة الأولى)

ما هي الجمارك المستحقة على شيفروليه كروز موديل 2012 سعة 1600 سي سي؟

مخرج "بورنو" شهير يكشف حقيقة الأفلام الإباحية – (الحلقة الرابعة)