الأنين المكتوم - ثلاث قصص قصيرة

سر الطبخه

لم يستوعب ( ي ) ايا مما قاله له اخيه الاصغر عن( اليو تيوب) و الحلقات المسجله لبرنامج الطبخ الشهير كل ما ترسخ في ذهنه ان زوجته تحدثت عبر الهاتف مع رجل غريب  اثناء غيابه .
انطلق مسرعا عائدا من عمله الي البيت لم يتبق سوي 7 اشارات مروريه، يعرف عددهم و مدة استغراقهم بالثانيه و سابقا لم تمثل له اي مشكله بالعكس كان يستغلها في متابعه حسابه علي الفيس بووك و تويتر  و اهم من ذلك كان كل فترة يبحث عن اي حساب جديد باسم زوجته قد يظهر هنا او هناك و كان يشعر بالسعادة عندما لا يجد فهو يعرف ان زوجته لا يمكن ان تفعل اي شئ بدون اذنه ...باختصار كان لديه ثقه كبيره في زوجته... اما الان فهي تخونه!!!

كلما طالت فتره الاشارات المروريه  كلما تصاعدت و تعقدت الافكار في عقله ,كان يفكر بصعوبه ...انا  ..و بعد كل التضحيات التي بذلتها من اجلها ....والان تخونيني يا (نجلاء)  تتحدثين مع رجل غريب   و منذ فترة و لم تذكري اي شئ  عن تلك المكالمه ...اه ماذا افعل الان...؟ ااضربها ؟؟؟ اتصل بابيها  و افضحها امامه؟؟ ماذا افعل ؟؟؟ وبالفعل وصل اللي المنزل , قابله البواب الجشع ليتحدث الليه بخصوص الشهريه و رسوم اناره السلم ,و..و لم يكن يسمعه بالطبع  دفعه  جانبا  قائلا بعدين بعدين.

طرق الباب بعنف كان عقله مشوشا و نسي ان معه المفتاح و انه يغلق الباب علي زوجته يوميا بالمفتاح  من الصباح الباكر و حتي عودته,  جائه صوتها المزعور من الداخل : المفتاح معاك في ايه كفالله الشر؟!!.

ما ان فتح الباب حتي دفعها بعصبيه قائلا بتكلمي راجل غريب  من ورايا في التليفون لم يستوعب ايا مما قالت : ده برنامج طبيخ و الشيف ده مشهور اوي و كل الناس بتكلمه عادي و الله عيب عليك انا اخونك؟؟ليه كده حسبي الله و نعم الوكيل و اجهشت بالبكاء.
فجاة انتبه انه ليس رجلا غريبا كما توهم انه الشيف الشهير لم يستطع البقاء  في المنزل نزل مرة اخري لم يدري الي اين يذهب, ذهب الي نفس القهوة التي اعتاد الجلوس عليها يوميا مع اصدقائه بعد انتهاء العمل حتي منتصف الليل اتصل به اخيه الاصغر مرة اخري ليطمئن عليه  كان مفاد المكالمه ان يحاول رؤيه الحلقه عبر (اليوتيوب) و بالفعل انطلق الي (السايبر كافيه) المجاور و بحث عن الحلقه في التاريخ المحدد و بعصبيه جلس يبحث عن مكالمه زوجته  و كانت دهشته انها لم تسال عن طبخه معينه او نصيحه  خاصه بالمطبخ كان الحوار مجرد : السلام عليكم, ازيك ياشيف الف مبروك علي برنامجك الجديد  و كان الشيف الذي كان عمره يفوق عمرها مرتين دمث الخلق  و المكالمه اقصر من ان تثير الريبه لم يعجبه ما توصل اليه, لم يذهب اليوم التالي الي عمله بل ذهب الي (السنترال) تحمل بنفاذ صبر الروتين الحكومي و استخرج  كشف مفصل بالمكالمات من الخط الارضي و هاله ما رأي: عدد لا نهائي من مكالمات لبرامج مشابهه وايضا الساعه الناطقه !! ما حاجتها الي الساعه الناطقه و لدينا اكثر من ساعه بالمنزل ؟؟؟ و جميع قنوات التلفاذ بها شريط اخبار يعرض الساعه ايضا!! تتبع عبر (اليو تيوب) المكالمات الهاتفيه و كلها متشابه كلمات بسيطه دون طلب مساعدة مطبخيه!! لم يكن من الذكاء ليفطن الي انه يحبس زوجته من الصباح الي المساء في المنزل لم يعرف انها تتصل بالساعه الناطقه فقط لتسمع انسان يتكلم, بعد ان منعها من الاتصال به في العمل, الا في حاللات الطوارئ  , لم يعرف ولم يشعر انه يتجاهل حتي نظراتها اثناء الغداء و ان الكلمات بينهما قليله و تكاد تكون منعدمه, لم يعرف ايضا انها كانت فقط في حاجه الي ان تتحدث مع اي احد حتي لو كان مجرد شيف يقدم (برنامج سر الطبخه).

رن جرس الهاتف مره اخري بالطبع اخيه الصغير ايه الاخبار و صلت لحاجه قاله بشئ من راحه البال: لا مجرد هيافه نسوان!!
رجع الي المنزل مره اخري فوجد رساله صغيرة علي الثلاجه ملصوقه بمغناطيس كبير بشكل طبق فاكهه اعتاد ان يكتب لها فيه بكلمات بسيطه ماذا يريد ان ياكل و تكتب هي له فيها باحتياجات المنزل وكانت تلك الورقه علي الثلاجه هي نقطه التقائهما و جد رساله من زوجته تقول له فيها انها تركت المنزل و انها تقيم الان عند والدها و انها تطلب الطلاق لم يفطن انه في ثوره غضبه و عنفه نسي ان يغلق باب الشقه بالمفتاح قبل ان يذهب الي العمل.

 كل ما دار بذهنه هو انها خرجت من باب الشقه بدون استئذان !!!

دار بذهنه سؤال اخر كيف سافرت الي والدها في المدينه الساحليه البعيدة بدون نقود؟ لم يدر انها باعت دبله الزواج البسيطه و اشترت تذكرة سفر بثمنها!!!


=========================


جواهر القمامه !!

اسرعت الخطي نحو الميكروباص الوحيد في اخر الموقف, كان البرد قارصا كل ما كنت افكر فيه هو ان احتمي من ذلك البرد القارص في تلك الليله شديدة البرودة, و الحمد لله عثرت علي ميكروباص ولكن علي الانتظار حتي يكتمل العدد.

لفت انتباهي شاب في العشرينات من عمره, يرتدي كوفيه صوفيه و قبعه صوفيه من النوع الذي يغطي الاذنين ايضا  كان منحنيا علي كومه من القمامه و كان بحث عن نوعيه محددة فقط من جواهر القمامه, كما يطلق عليها ابناء تلك المهنه كان تخصصه في جمع علب (الكانز الصفيح )و كلما عثر علي واحدة كان يتمتم بشئ لا اسمعه, ربما كان يحمد الله ,لم اتبين ذلك, اشاح بعض الركاب بنظرهم بعيدا عنه,  بينما تابعت انا في فضول و كذلك لكسر ملل الانتظار في السيارة حتي يكتمل العدد, كان منهمكا في البحث بيدين عاريتين في ذلك البرد القارص  و كلما عثر علي واحدة كان يسرع بوضعها علي الارض في وضع مستقيم و يقوم بضربها بقدمه  عدة ضربات مدروسه,  حتي يضغط حجمها ولا تاخذ مساحه في شواله المهترئ ويعاود الكرة مرة اخري الي ان جرحت يدة  زجاجه مكسورة اخرج يده سريعا في حركه لا اراديه و صرخ صرخه اشبه بالانين المكتوم وهو يبحث عن ورقه بيضاء يلف بها يده الجريحه, و عندما رأي عدد من الركاب ينظرون اليه نظرات فضوليه نهمه, قال لهم  بصوت مرهق و بشكل مفاجئ :والله اللي قدامكم دة في كليه تربيه!!

اشحت بوجهي بعيدا و شردت بذهني : كيف سيصبح مدرسا يفترض ان يعلم التلاميذ الصغار و يزرع فيهم القيم  و منها عدم القاء القمامه في الشوارع و هو شخصيا قد حصل علي قوت يومه يوما ما, من جمع القمامه و كانت مصدر رزق له؟؟

قطع تسلسل افكاري صوت سائق الميكروباس و هو يدير مفتاح المحرك صارخا في صوت اجش الاجرة ورا يا حضرات!!!


=========================


طريق السلامه

كنت منهك القوي و  سعيد بانتهاء ساعات عملي في مطار المدينه الساحليه الصغيرة  و خرجت من المطار في سيارة الشركه و انزلني السائق( نصف الندل) عند اقرب نقطه مواصلات, معتذرا ان الفجر قارب علي الاذان و انه ذاهب الي جراج الشركه ليغير زيت السيارة,  شكرته قائلا: كده تمام اوي, الف شكر , في ميكروباص جاي اهه, و بالفعل اشرت له  فتوقف , كانت ليله شديدة البرودة  و اتفقت معه علي ان اذهب الي عنوان منزلي ( مخصوص) اي ان ادفع اجرة  مضاعفه, علي ان لا يركب معنا اي شخص اخر,  كنت بحاجه شديدة الي النوم ,و الدقائق ستحدث فارق معي, خصوصا بعد يومين من السهرالمتواصل في المطار لاستقبال افواج السياح   .

ما ان صعدت السيارة حتي شممت رائحه دخان (البانجو ) و بالفعل كان السائق يدخن, لم يقلقني ذلك ففي خلال ربع ساعه ساكون في منزلي,ولا يوجد بديل اخر  و القيت بجسدي, علي كرسي في منتصف السيارة ذات الاربعه عشر راكب و رغم اتفاقنا ان لا يركب احد معنا الا انني لمحت و انا بين النوم و اليقظه سيدة  تشير للسيارة, فكرت انه مع اقتراب موعد اذان الفجر, انه لن تجد تلك السيدة سيارة اجرة لتركبها و ربما تتعرض لمكروه ايضا في تلك الساعه المتأخرة, ,فقلت للسائق: ماشي هاتها معانا في طريقنا. وقف السائق ووضعت رأسي مره اخري علي مسند الكرسي امامي و بعد ثواني, انتبهت الي انها تركت السيارة كلها و اختارت ان تجلس بجانبي !!انتفضت عندما لاصق جسدها الانثوي البض جسدي في رغبه منها في ايقاظي قالتها بمنتهي الوضوح  و بكلمات قليله :
انا الوقت اتاخربيا  ووالله علي لحم بطني من الصبح و مفيش ولا زبون اخدني من الصبح  و انا تحت امرك في اي حاجه  ومش هطلب منك غير تمن اكلتي و نومتي عندك للصبح !!!

استوعبت الامر , ورغم انني لم اكن قد تزوجت بعد , ورغم الاغراء الكبير,فقد كان جمالها ملفت للنظر, الا ان الله قد اعانني فرفضت عرضها و قلت لها الفجر قرب يأذن ,لا تيجي معايا ولا مع غيري, واخرجت من جيبي( اللي فيه النصيب ) و اعطيته لها قائلا لها (ربنا يستر عرضك)  و يبدوا ان المبلغ كان كبيرا فشكرتني بعين دامعه, قلت لها ( رايحه فين؟) قالت لي اسم الحي الذي تقطن به  صحت بالسائق ( المسطول ) (علي جنب ياسطي) و اعطيته نقود اضافيه, ليقوم بتوصيلها الي المكان المطلوب و هممت بالانصراف ففتحت السيدة شباك السيارة قائله في دعوة صادقه:( ربنا يسترعلي ولاياك و يستر طريقك ).

و انطلقت السيارة مع صوت المؤذن و هو يرفع أذان الفجر.

رأيتها بعد ذلك بسنوات طوال ,و تذكرتها كانت تسير مرتديه الحجاب و في يديها طفلين جميلين, بصحبه رجل ملتحي , تبدو عليه علامات الطيبه و الصلاح.

تمت

إذا أعجبك الموضوع: تابعنا باستمرار من خلال صفحتنا على الفيسبوك: مجلة لاكي سترايك
أو اشترك بالقائمة البريدية ليصلك كل جديد على بريدك من: هنا

تعليقات

إقرأ أيضا الموضوعات الشهيرة الأخرى

نجمات "بورنو" شهيرات يكشفن حقيقة الأفلام الإباحية –(الحلقة الأولى)

​الدب والأرنب: عبثٌ في مراحيض الغابة

رحلة إلى مدينة هامبورج ألمانيا

قصة الراهبة المصرية التي أسلمت على يد النبي محمد عام 1970

ماذا يحدث حين تقول " لا يمكن أن تسوء الأمور أكثر من ذلك"؟

مخرج "بورنو" شهير يكشف حقيقة الأفلام الإباحية – (الحلقة الثالثة)

معنى الصديق اللدود: كاريكاتير الذئب الحكيم والخروف الحزين

مخرج "بورنو" شهير يكشف حقيقة الأفلام الإباحية – (الحلقة الأولى)

ما هي الجمارك المستحقة على شيفروليه كروز موديل 2012 سعة 1600 سي سي؟

مخرج "بورنو" شهير يكشف حقيقة الأفلام الإباحية – (الحلقة الرابعة)