اكلاشيهات عربي - ام الاجنبي
لا أعرف لماذا كلما قرات كلمه الشعب المصري تاتي الي مخيلتي صوره واحده لا تتغير للسفينه التي تحمل العبيد مكبلين بالاغلال و هي تبحر في هدوء نحو المجهول في روايه الجذور الشهيره
حقيقه لا ابالغ فالشعب المصري اسير العديد من الاغلال أولها العقل الجمعي للمواطنين و هو الذي يدفعهم الي الانسياق وراء موجات الغضب و التخريب حتي و ان كان العقل الواعي يستنكرها و لن ينساق اليها في الاحوال العاديه اما الاغلال الاكثر تاثيرا فهي الاكلاشيهات و التي يتفنن رجال الاعلام الموجه الافذاذ في ابتكارها لالهاء الشعب عن هدفه الاساسي فالمتأمل للاحوال السياسيه سيكتشف كم تغيرت المصطلحات السياسه مثل الهدف الاسمي للثوره-حريه الفرد-رفع الغلاء عن كاهل المواطن محدود الدخل –حريه التعبير لتحل محلها اكلاشيهات اخري لا يمل رجال الاعلام من ترديدها كانها كتاب مقدس جديد حتي ترسخت في العقل الباطن للافرادمثل –الانفلات الامني - افساد الحياه السياسيه-الايدي الخفيه- الطرف الثالث مرورا باللهو الخفي اي استخفاف بالعقول هذا ؟ فحتي اجهل مواطن في مصر يعرف من هو الطرف الثالث و من هو اللهو الخفي الا اننا ماذلنا في حاله هزيمه نفسيه لا نستطيع التصريح بشكل مباشر عن اسماء هؤلاء و كانهم الهه اغريقيه محبوسه خلف القضبان لم تفقد قدرتها بعد علي انزال اللعنات علي كل من تسول له نفسه بمجرد ذكر اسمها
لم اكتشف هول ما نحن فيه الا بعد ان تعمقت قليلا في القانون المصري بشقيه المدني و الجنائي وان كنت لا ادعي حق الفتوي ولكن لكي يصدقني اخواني القراء اسألوا انفسكم فقط ما هو سر السرير الذي يحرص (الرئيس السابق القائد الاعلي و الطيار و المقاتل السابق و الذي طالما كان شامخا حتي الخطاب الاخير)علي الظهور به دائما داخل قاعات المحاكمه؟؟؟؟
اكتشفت انه ليس سريرا عاديا انما هو خط دفاعي و سد منيع مكهرب اقوي من خط بارليف ذاته فهناك ثغره قانونيه
تشير الي ان نصوص القانون المصرى تتطلب شفاء المتهم شفاءا تاما حتى يتم تنفيذ الحكم عليه ومن ثم فعند صدور حكم سوف يظل المتهم البالغ من العمر بضع وثمانون عاما على ذمة الشفاء – الذى لن ياتى – الا على يد ملك الموت ومن هنا كان سر السرير الذى سيق عليه المتهم مبارك الذي ما هو الا الخط الدفاعى الاخير لو فشلت الطرق الدفاعية الاخرى
اما عن الطرق الدفاعيه الاخري فحدث و لا حرج وساكتفي هنا بثغره قانونيه واحده من الاف الاخطاء القانونيه و الشرك الدفاعيه التي وقع فيها محاموا الدفاع و كذلك المحكمه و التي لا اعرف لماذا عميت عليها تلك الثغرات و كان النبي موسي عليه السلام قد بعث من جديد بعصا المعجزات فغلبت جميع الحاضرين حيث تتضح من طريقة دفاع المتهمين انهم قدلعبوا على حيله اكتساب الوقت و هي من اقدم الحيل القانونيه و اقذرهافهم يعزفون على الطلبات اما المعجزة ؛ واما التى يتطلب تحقيقها الوقت الطويل جداً ؛ كهذا الطلب الذى طلبه دفاع المتهمين باعادة سماع وتحقيق ومناقشة شهود الاثبات وعددهم الف وستمائة شاهد اضف الي ذلك ؛ وهو طلب لو حققته المحكمة لكنا بحاجة الى سنوات طويلة ؛ خاصة ان المحامين عن المتهمين سوف يدخلون فى حوار مع هؤلاء الشهود ؛ وهم يلعبون على هذا الامر لاطالة الوقت وتعطيل المحاكمة ؛ تحسبا لنزول قضاء الرحمة من السماء لقبض روح مبارك وهوما يرفع الحرج عن الجميع ؛ اذ الرئيس قد بلغ من العمر ارذله ؛ ثلاثة وثمانون عاما
ضقت ذرعا بالقانون المدني و الجنائي و ضربت بهم عرض الحائط لالوذ بالدستور ابو القوانين فوجدت ما يجعل الولدان شيبا في ارحام امهاتهم
فان المتهم الهمام بدرجة رئيس جمهورية ؛ لو ارتكب جريمة جنائية لابد لاحالته الي محكمه الجنايات كاي متهم عادي الي ان يحال بناء على طلب ثلث اعضاء مجلس الشعب ؛ وبموافقة ثلثى الاعضاء وبما انه لايوجد مجلس شعب لا ثلث ولا ثلثين من وجهه نظري المتواضعه و فان احالته من النيابة العامة سوف يفتح الباب لنقض الحكم الذى سوف يصدر من اساسه
اين هو مجلس الشعب؟؟نظره واحده علي جلساته و ستعرف انه لا يوجد مجلس شعب فمعظم النواب يضحكون بشكل دائم وكاننا في جلسه عائليه لطيفه و الجميع لا يستمع سواء لبعضهم البعض او لرئيس المجلس يتطاولون بالكلام عليه و علي بعضهم البعض و اي موضوع يفتح للمناقشه سرعان ما يتحول الي حرب كلاميه و حوار الطرشان ابسط قواعد الحوار غائبه تحولت جلسه حق الشهداء الي لجنه افتاء هل ديه القتيل مائه الف جنيه ام مائه ناقه و اخيرا قام احد النواب برفع اذان صلاه العصر اثناء الجلسه دون اكتراث بصراخ رئيس المجلس حتي عندما تم استضافه النائب الهمام علي شاشات التلفاز اصر علي موقفه و ادخل المشاهدين في احكام الاذان و مشروعيته و وجوبه من عدمه
اخر حدث اختم به هو اعتصام عدد من النواب احتجاجا علي عدم الاستماع اليهم او ايا ماكان السبب و تم منع نائب اخر من دخول المجلس ليلا حتي اضطر الي الاعتصام ليلا علي الرصيف رغم مرضه و اضطراره الي رفع قضيه ضد رئيس المجلس الذي منعه من الدخول االي هذه الدرجه وصل الامر؟؟؟
لا اجد ما اختم به الا ابيات من قصيده طويله من شعري المتواضع حيث لا يتسع المجال لها الان
سيدي النائب لم انتخبك لتعتصم فانا احسن الاعتصام
و لكن لتتكلم عني لانك تحسن الكلام
وللحديث بقيه ان كان في العمر بقيه
تعليقات