من بنظير بوتو إلى يوليا توميشينكو ياقلبي لاتحزن
ربما يبدو العنوان غريبا و مبهما ربما لان التشابه بين الشخصيتين السياسيتين غير ملموس وغير منطقي قد تختلف الالوان و الاشكال والاديان و الحدود الجغرافيه بين باكستان و اوكرانيا الا انه يظل هناك الكثير لنتعلمه و نستنبطه فكلنا يعرف بينظير بوتو و التي تولت زعامه الحزب في باكستان و تقلدت الوزاره وانتخبها الشعب بعد ان لعبت علي الوتر العاطفي للجماهير الظامئه للديمقراطيه و الحريه لكن سرعان ما بدات تطاردها هي و زوجها و اخيها شبهات التربح و قضايا الرشوه و الفساد و كانت لجان التحقيق في قضايا غسيل الاموال تلاحقها حتي اغتيالها ونفس الشيئ قد حدث في اوكرانيا حيث ظهرت اميره الغاز ,جان دارك الثورة البرتقالية,المرأة الحديدية, سيدة باحد عشر ملياردولار, كرة اللهب الأوكرانية- وجه جميل باسنان حادة..–الليدي يو على غرار ليدي دي – الذي كان يطلق على الاميرة البريطانية ديانا ) و " السيدة ذات المليار دولار السيده يوليا توميشينكو انهت الدراسة الثانوية في عام 1977 . وفي عام 1984 انهت بامتياز جامعة دنيبروبيتروفسك الحكومية تخصص اقتصاد- وبعدها ناقشت رساله الدكتوراه وحصلت علي لقب دكتوراه في الاقتصاد ونشرت اكثر من 50 بحثا علميا.
. وقد بدأت حياتها العملية كخبيرة اقتصاد في احد المصانع العملاقة.ثم مديرة لعدد من الشركات التي لها علاقة بقطاع الطاقة.وجاءت الانطلاقة الكبري مع توليها رئاسة شركة' يونيتد انرجي سيستمز للطاقة وكان يعمل بها ايضا زوجها ووالده وقد استفادت تيموشينكو من صداقتها بابن مدينتها بافلو لازارنكو والذي تولي رئاسة وزراء اوكرانيا في عام1996
ففي اطار خطته لحل ازمة الطاقة التي كانت تعتصر البلاد في ذلك الوقت( نتيجة عجز المصانع الاوكرانية عن تسديد فواتير الغازالروسي) انشأ لازارنكو شبكة من شركات الغاز الوطنية لإمداد المصانع بالغاز في مقابل ما تستطيع تلك المصانع تسديده سواء نقود او بضائع او اسهم.وحصلت شركة تيموشينكو علي نصيب الاسد من تلك العقود لدرجة انها أصبحت تسيطر علي عشرين في المائة من اجمالي الناتج القومي الاوكراني,واطلق عليها لقب' أميرة الغاز'.وقد استطاعت تيموشينكو في الفترة ما بين1995-1997 جمع ثروة قدرت بـ11 مليار دولاروتحوم شبهات كثيرة حول مدي شرعية تلك الاموال تولت بعده منصب وزيره الطاقه ثم رئيسه لحزب الاغلبيه بعد ان الهبت حماسه الجماهير
.وسرعان ما تحولت صورتها في أذهان العامة من الانتهازية التي تنتمي لطبقة الأثرياء الجدد إلي رمز للمقاومة والتصدي للديكتاتورية. وترسخت هذه الصورة بشكل أكبر بعد الدور الذي قامت به خلال الثورة البرتقالية,ولكن تبقي خلفية صورة البطلة غامضة ومحيرة خاصة وان مسألة مصدر اموالها وتورطها في قضية فساد لم تحسم نهائيا,كما ان زوجها اولكسندر مسجون حاليا بتهمة الفساد.
ثم نجحت في الانتخابات بعد ان انتخبتها اغلبيه الشعب بعد ان لعبت علي الوتر العاطفي ونغمه الاصلاح و الديمقراطيه في بلد انهكته النظم الدكتاتوريه و بعد صراعات سياسيه عديده تمت اقالتها اخيرا وقد اعلنت تيموشينكو انها بعد اقالتها ستنضم الي صفوف المعارضه
ما اريد ان اناقشه مع اخواني القراء ليس السياسه فلدينا ما يكفينا و لكن ما اريد ان الفت النظر اليه هو ما يلي:
- رغم تفشي الفساد في الحالتين الا انا معيار الاختيار في الخارج هو الكفائه و الخبره فبوتو خريجه ارقي جامعات انجلترا و توميشينكو تحمل شهاده الدكتوراه في مجال الطاقه
- للوصول للهدف الهبت الشخصيتين حماسه الجماهير بالخطب الرنانه و معسول الكلام و اللعب علي نفسيه الجماهير الي حد اتهام تيموشينكو بانها تستعين بالسحر الاسود للتاثير في الجماهير
-لعب المظهر دورا كبيرا في التاثير في الجماهير و تغير الصوره من الانتهازيه و استغلال النفوز و الفساد الي الوطنيه و الديمقراطيه و التفاني في اذهان الشعبين فبوتو صاحبه التعليم الانجليزي المتحرر والتي ارتدت ملابس متحرره جدا في اوروبا كانت تحرص علي اللبس التقليدي المحتشم للشعب الباكستاني بالاضافه لغطاء الراس و حرصت توميشينكو علي ان تتبني مظهر سيدة الاعمال ذات الملابس الكلاسيكية مع تفتيح لون شعرها إلي الذهبي.وأخيرا استقرت علي تسريحة الضفيرة الريفية الاوكرانية التقليدية التي تضفي عليها مظهر البراءة والطهر مع الاحتفاظ بملابس تواكب احدث خطوط الموضة وتبرز انوثتها وذلك تجسيدا لصورة قطعة بسكويت ناعمة ورقيقة في مظهرها ولكنها صلبة من الداخل.
-العديد من الرؤساء في العالم يحرصون علي الملبس التقليدي و الفلكلوري لبلدهم دون خجل او احساس بعدم الملائمه بل يحرص ابناء الشعب علي انتخاب هؤلاء قارن ذلك بحاله بلدنا المحروسه اذا ما ظهر نائب برلماني بالجلباب و الطاقيه تكون هناك احكام مسبقه بعدم الكفاءه و افتراض ان الاصل فيه الجهل و عدم الالمام بجوانب الموضوع فيتم الاستماع اليه بدون اهتمام و يقول رئيس البرلمان سريعا شكرا للسيد العضو ننتقل الي السيد فلان
-الحريه التامه في الانتقال الي صفوف المعارضه و قبول الدوله بذلك دون قهر او قمع
-حريه الاتصال بالشخصيات الكبيره و سهوله ذلك فتيموشينكو صاحبه موقع اليكتروني و مدونه قمت شخصيا بالتعليق فيهاعلي سبيل التجربه وجائني الرد بعد اسبوع واحد فقط
-لاتستخدم المدونه او موقعها الشخصي في خدمه قضاياها السياسه فلذلك قنواته الشرعيه الاخري
-اخيرا رغم الفساد والتربح الا ان للشعب كلمته الاخيره فالانتخابات حقيقيه و يمكن اعادتها و الطعن فيها اذا ثبت التزوير والبرلمان حقيقي يسقط الوزارات ويعين وزارات بما يتماشي مع مصلحه الشعب
تعليقات