‏إظهار الرسائل ذات التسميات حكايات مصرية. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات حكايات مصرية. إظهار كافة الرسائل

الاثنين، مارس 05، 2018



لا اعرف ما الذي دار في ذهن الطبيب في تلك اللحظة ولكنه تبادل نظرة مستغربه مع مساعده و :كأنه كان يتوقع رد فعل أكثر عنفا من رد فعلي ,فالنتيجة معروفة لي منذ ما يقرب من عام و لكن هذا الطبيب قالها بشكل مباشر:فشل عام في معظم الوظائف الحيوية بالجسم و لم يعد لدي إلا حوالي ثلاثة اشهر..

كنت اعرف ذلك منذ عام و إن كررت استشارة الأطباء المتخصصين و دائما ما كانت تأتي نفس التحاليل و الأشعات المختلفة بنفس النتيجة..المشكلة ليست في انا.. فقد سلمت أمري لله و تأقلمت علي الوضع المؤقت الجديد الذي أعيش فيه المشكلة الحقيقة هي أمي فهي لا تريد أن تستسلم للأمر الواقع و لا للقدر بل تعدت حدود المقاوم الي حد رغبتها في تزويجي.. لن انسي نظرتها المستعطفة لي : إذا كنت ستتركنا فعلي الأقل لا تحرمني من أن يكون لي حفيد منك اترك لي شيء من ريحتك.. شيء يذكرني بك.

 قاومت رغبتها و استعنت بكل ما أوتيت من صبر و حجه في الإقناع فلم يفلح معها ذلك, استعنت بأخوالي عليها فلم يزيدها ذلك إلا عنادا .. جندت جيشا من نساء العائلة يجوب قريتنا و القرى المحيطة أيضا سعيا وراء خطبة عروس لي..

 و لكن الأخبار تنتشر أسرع من نسمات الهواء فمعظم بيوت قريتنا بل و بلدتنا يعرفون بقصة مرضي و انه لم يبق لي في الحياة إلا اشهر معدودة.. ثم ما ذنب تلك الفتاة المسكينة في أن يرتبط مصيرها بإنسان ميت؟؟ أيا كانت المغريات من ميراث أو الانتساب لأحدي كبري العائلات في صعيد مصر فالمسكينة التي ستتزوجني لن تترمل فقط بعد فترة قصيرة من الزواج و لكن أيضا طبقا للتقاليد لن تتزوج بعدي فالا رمله عندنا من العار أن تتزوج مرة أخري... لم يكن أمامي خيار آخر سوي الإذعان لرغبة أمي المحمومة في قبول ذلك الزواج المزعوم علي أمل أنني لن أجد من ترغب في ربط مصيرها بمصيري.

شردت بذهني كثيرا و القطار ينهب الأرض نهبا في اتجاه بلدتنا... لم اعد اعرف إذا كنت قد بكيت مرة أخري أم لا فبكائي تطور بشكل كبير مع حالتي الصحية ففي البدء كنت ابكي من الألم العضوي الشديد ثم أصبحت بعد أن عرفت حقيقة مرضي ابكي حزنا علي ما ضاع من عمري القصير نسبيا ثم أخيرا أصبحت ابكي لأنني سأفتقد الحياة بشكل عام سأفتقد متعها البسيطة ...

لا اعرف لماذا تغيرت مشاعري و تقبلي للأشياء من حولي فأصبحت أري الأشياء جميعها بشكل أكثر وضوحا حتى طعم المياه أو الطعام في فمي أصبح له مذاق خاص...أصبح مجرد سماع صوت النسمات و هي تحرك أوراق شجرة التوت العملاقة قرب غرفتي له مذاق و متعه خاصة... مجرد التحديق في الموجات الصغيرة لصفحه النهر تبعث في المتعة و الإحساس بالطمأنينة... لا اعرف لماذا لم يكن للأشياء و الأصوات و المواقف نفس التأثير فيما مضي؟؟ اهو تفسير الآية الكريمة:فكشفنا عنك غطائك فبصرك اليوم حديد؟؟

ما أن عدت إلي منزلنا حتى قابلتني أمي بلهفة: فيه جديد؟؟ طمني؟؟
قلت لها: سيبيها علي الله هو الموت مستني ورا الباب و الا بييجي بأمر الدكاترة ؟

و داعبتها مهونا عليها الأمر و استأذنت في الصعود إلي غرفتي في الطابق العلوي.. مجرد الصف الطويل من الادويه و المسكنات و الذي يملأ نصف سطح مكتبي يبعث علي الكآبة و الحزن كنت قد توقفت عن تناول الأدوية و تناولت المسكنات فقط و خاصة ليلا لأستطيع النوم... و لم يكن يزعجني سوي صوت صرير الباب و هو يفتح علي بمعدل كل ساعة تقريبا فدائما هناك من يصعد ليطمئن ... أني لم أفارق الحياة بعد.

كثيرا ما أضيق ذرعا بوجود هذا الكم الهائل من الضيوف اللذين يأتون لمواساة أمي و زيارتي لا اعرف لماذا تتشح كل هؤلاء النسوة بالسواد رغم أنني لم أمت بعد حتى الرجال منهم دائما ما يسألونني هل صليت اليوم و قرأت القران.. هل تحب أن توصي بشيء؟ وكأنني الفظ أنفاسي الأخيرة : لماذا لا يتركونني و شأني ؟؟ما بيني و بين الله هو شاني وحدي لماذا لا يحترم احد رغبتي في الانفراد بذاتي و مناجاة نفسي و ربي بما أشاء ولماذا يتناسون أنهم أيضا أموات يسيرون علي الأرض الفارق بين و بينهم أنني اعرف متي سأموت أما هم فلا؟؟

الأيام تسير بملل كببر و الجميع إما يتحاشونني أو إما يبالغون في العناية بي بما أنني ساق في الدنيا و ساق في الدار الآخرة .. مما يؤثر علي سلبيا...
زارني اليوم أخي الأكبر هو و عائلته: داعبت اصغر أبناءه.
-          فقال لي: عمي أنت هتموت امتي؟؟

نهره أخي و هم بضربه فأنقذته من يده و سألته بهدوء:
-          و لماذا تريدني ان أموت؟؟

-          فرد في براءة و عفوية : عشان بابا قالي لما هتموت هتروح الجنه و هتجيب لي لعب كثير من هناك..

-          قولت له: بس ادخل الجنة و انا اجيبلك اللي انت عايزه.

استيقظت في الصباح الباكر علي صوت احدي خادمات الدار و هي تندفع صاعدة السلالم الداخلية للمنزل: يا حاجه : فرجت وجايبالكم البشارة.

 أسرعت أمي إليها و نساء الدار, كان ملخص الحكاية: ان ابنه الحاج محمود وافقت علي الزواج مني!!
 نزل علي الخبر كالصاعقة فقد حدث ما كنت أخشاه من قال أنني أريد الزواج أو في حاله نفسية تؤهلني للزواج؟ و لماذا وافقت ؟ ألا تعلم بحالتي الصحي؟؟؟ام رغبة في المهر الكبير و الميراث و الجائزة الكبري التي وعدت بها أمي و أزاغت بها العيون في حالة أن تنجب تلك الزوجة ذكرا مني؟؟

لم تفلح توسلاتي لامي و لا لأخي الأكبر:
-      يا حامد أنت متدين و تعرف ربنا : الزواج يجب ان يبني علي نية الاستقرار و في حالتي لا يوجد هذا الشرط فما ذنب تلك المسكينة و ما الضامن أصلا أنها ستنجب؟؟

-          الا تري حالة أمك و تمسكها بهذا الموضوع ورغبتها في ان يكون لها أحفاد يحملون اسمك؟؟

تم كل شئ بأسرع مما تخيلت فنفس الجيش الذي كان يعمل ليلا نهارا بحثا عن عروس لي فقد عمل بدأب و تم كتب الكتاب بين ليلة و ضحاها كان وكيلي هو أخي الأكبر إتباعا لتقاليد العائلة و هي وكيلها عمها لأنها يتيمة الأب و الذي رباها هو عمها.

في يوم الزفاف كان الجميع في حالة ارتباك فجميع المعازيم ينظرون إلينا في (الكوشة) نظرات غريبة:  مزيج من الإشفاق و التردد يقطعها مط و مصمصة للشفاه حزنا علي شباب العريس... أردت ان أغير تلك الحالة الغريبة من الجمود و الكآبة: فقمت الي( الدي جي) و طلبت منه أغنيه سعد الصغير (النهاردة فرحي يا جدعان)  أمسكت بالمايكروفون قائلا:

-      احلي تحية و سلام لكل الناس الحلوة اللي مشرفانا ألنهاره و انطلقت الأغنية وأعقبتها موجه من الرقص من جانب مجموعه من الشباب شاركتهم فيها أيضا كسرا لحالة الحزن التي كنت أراها في عين أمي رغم أنها قد حققت ما كانت تريد و زوجتني إلا أنها زاد حزنها رغم عنها لأنها كانت تتمني أن تراني في الكوشة في الأحوال العادية و ليس قبل و فاتي بأيام طالت أو قصرت.

 انتهي اليوم العصيب..  لم اشعر بشيء سوي برغبتي في النوم الشديد كنت قد تناولت الكثير من المسكنات بشكل مبالغ فيه حتى أستطيع بذل ذلك المجهود في يوم الزفاف..

ما أن أغلق علينا باب غرفتي( التي تغيرت ملامحها بين يوم و ليله و تم طلائها و تغير الاثاث بها بالكامل بل و تم إلحاق حمام خاص بها يليق بالعروسين..) حتى لاحظت حالة الارتباك الشديد و الخوف و التردد و الكسوف من جانب العروس..

قلت لها: اطمئني لن يحدث بيننا شيء ليس فقط لأنني في حالة نفسية لا تسمح بل لأنني لا أريدك ان تشقي من بعدي.. فمحنة الترمل و تربيه طفل وحيد و يتيم ليست بمحنة سهله... اعتبري إنني لا أريد ذلك النوع من الذنوب و أني أريد أن أقابل ربي بلا مزيد من الظلم للآخرين.. فقط أريد منك أن تحققي لي أمنيتي فقد كنت دائما امتني أن اصلي بزوجتي المستقبلية ركعتين للبركة في ليله زفافنا..
 بالفعل قامت لتغير ملابسها و تتوضأ مرددة:
-           أمرك..دي كانت أمنية ليا برده...

 تعجبت من موافقتها  و من رد فعلها عموما رغم معرفتها أنني لن المسها و لن احقق رغبة أمي بظلم فتاة لم اعرف بعد ما هي دوافعها للقيام بتلك التضحية و الزواج من شخص.. مثلي

توضأت ووقفت في موضع الإمام و هي ورائي و كبرت تكبيرة الإحرام و بدأت في التلاوة: و عند نقطة معينه لم اعد اشعر بالآيات و لا بأي شيء من حولي و لا اعرف من اين جاءت كل تلك الدموع.. لم تكن عيني هي التي تبكي و لكن روحي هي التي تبكي داخلي .. لم أكن اعلم أن الروح قد ترغب في البكاء أيضا... لا اعرف كيف أنهيت الصلاة  كل ما شعرت به هو يد (وفاء) زوجتي وهي تربت علي كتفي قائلة:
-           هون عليك... العمر مش بالسنين.. لو ده اللي مزعلك ممكن تعيش في الشهر اللي ممكن غيرك يعمله في سنه..

 لاول مرة اشعر في كلمات احد من من حولي بهذا المعني الجديد...
ما أن هدأ روعي..

 و فتحت هي شباك الغرفة ليدخل منها نسيم صيفي منعش حتي سمعنا طرقات علي باب الغرفة: أمي تصحبها احدي خادمات الدار و تحمل صينية كبيرة بها العشاء.. شكرتها العروس و قبلت يد امي و أغلقت الباب في أدب جم.. كنت أثناء العشاء اختلس النظر إلي وجهها: لفت نظري ذلك الكم الرائع ليس فقط من الجمال و لكم أيضا من السلام الداخلي بل و الرضا ... سألتها:
-          ليه قبلتي تجوزيني و أنت عارفه ... بظروفي؟؟

قالت في بعفوية و هي تهز كتفها:
-          لما سمعت بحكايتك, قولت و ليه لأ.. لو مالوش نصيب يعيش كتير علي الأقل من حقه يتزوج و يكمل نصف دينه....

لا اعرف كيف قالتها بتلك البساطة... كيف؟ ألا تعرف ما هي مقبلة عليه؟؟

 دخلت الحمام مرة أخري و أغلقت الباب خلفي بالمزلاج.. ما فائدة الحياة وما اقسي القدر فقد تزوجت بامرأة ربما تحمل لي القليل من السعادة ولكن علي ان أفارقها بعد أيام قلائل.ما فائدة المده الباقيه لي اصلا؟؟؟

لم اشعر بنفسي إلا و يدي تحل شفرة الحلاقة من ماكينة الحلاقة المعدنية... وانحنيت لأرفع ساق السروال و مددت يدي بتردد نحو سمانه ساقي اليمني..كنت بحاجه الي مكان من جسدي لا تراه امي  و ينزف قدرا مناسبا من الدم....

 ما ان جرحت ساقي حتى سارعت إلي منديل قماش ابيض جففت به الدم  يعدها سارعت بربط الجرح و خرجت إلي وفاء: قالت:
-           ما هذا؟

اعطيتها المنديل, فتناولته في جذع قولت لها:
-           بكره الصباحية.. اديه لأهلك  زيك زي أي عروس.. تعرفين التقاليد..

-           لا اريد لاحد ان ينتقدك او يوجه لك أي سؤال ... تعرفين ان الهدف من الزواج هو تحقيق مطلب امي .. و اريد ان اعفيك من الحرج.

***
في الصباح جاء من جاء لزيارتنا و التهنئة.. ما ان تلقف عمها المنديل حتى سارع بإطلاق أعيرة ناريه من مسدسه و سارعت النسوة من أهلها بإطلاق الزغاريد ....

مع مرور الأيام كثيرا ما كانت تلفت نظري.. فكلامها الراجح يعكس ثقة عميقة في قدرة الله علي تغيير أصعب المقادير و أعقدها... أقنعتني بمعاوده  تناول الدواء من باب الأخذ بالأسباب و عدم التقصير أمام الله .
مرت بنا الأيام سريعة كان دائما ما يحلو لي الحديث معها ...فقد كانت بسيطة عذبة تختار كلامها بعناية ودائما ما كانت تشعرني بأن العمر أمامنا طويل..
***

الليلة الأخيرة

في الليلة الأخيرة صليت ركعتين لله و دعوت الله ما شاء لي ان ادعوه به.. كنت اعرف انها نهاية الثلاثة اشهر ..كنا دائما ما ننام متجاورين في نفس الفراش إلا ان كل منا كان دائما ما يعطي ظهره للأخر إلا في تلك الليلة.. شعرت بيدها و لأول مرة تمتد نحو يدي و تمسك يها بقوة و كأنها هي التي تحتاج ان تتشبث بالحياة و ليس أنا.. تلوت لشهادتين و رزقني الله الطمأنينة و النعاس.

استيقظت علي صوت ابني الصغير و وفاء تحمله و تهدهده: قائلة:
-          كده هتصحي بابا احنا اتفقنا علي ايه؟؟

 كانت تحمله في رضا و حنان و في ركن الغرفة كانت ابنتي الكبري تلعب بهدوء بدمية صغيرة لها...
 مرت عشر سنوات الآن ,عرفت فيها معني السعادة الحقيقة لم اكف خلالها عن سرد تلك القصة لمن اعرفهم :قصة الميت الذي وهبه الله حياه أخري في آخر ليله له علي الأرض.

تــــمـــــت

ملحوظة: القصة حقيقة حدثت لصديق لي .. سردتها نيابة عنه مع تغيير بسيط في الأحداث.

الأحد، نوفمبر 26، 2017

زاد اشتياقي إليها كثيرا هذه المرة، فلمدة تقترب من العام لم تر عيني شباك مقصورة حبيبتي وعشقي و هيامي ومكمن راحتي ، فعلي أعتابها اخلع عباءة الهموم وارتدي رداء الراحة ، تتساقط العبرات وتنصهر الزفرات وتنقشع غيوم الحزن لتحل محلها نسمات الأمل والفرح و الإحساس الذي لا يوصف بغسل الذنوب وغفران الخطايا ، لما لا وحبيبتي ومنبع الحب في قلبي هي حفيدة رسول الله نفيسة العلم و المعرفة السيدة نفيسة رضي الله عنها و أرضاها.

ولقد تعودت علي زيارة ضريحها و مقامها كل عام ولكن هذا العام لم استطع زيارتها ،حني شارف العام علي الانتهاء ، وعلي الرغم من أنني من مواليد القاهرة مدينه الألف مئذنة ، فلقد استوطنت احدى المدن الساحلية علي ساحل البحر الأحمر منذ ما يقرب من العشرون عاما، تباعدت خلالها عدد مرات زياراتي للقاهرة ،إلي الحد الذي نسيت فيه معظم شوارعها والاتجاهات به. تماما كالغرباء عنها.

انتهيت سريعا من مشوار بسيط لي و كما هو مقرر سلفا فلقد سألت ناظر محطة الحافلات عن اقرب نقطه لمسجد السيدة نفيسة: فرد ببرود عجيب :
-         اركب للسيدة عيشة  اتمشي دي حته صغيرة و انت لسة صغير....!!!

لم اعرف حقيقة، ما هي المسافة التي يتوجب علي سيرها بما أنني (لسه صغير!!) ولكني سجلت في عقلي ضرورة تذكر أن أترجل من الحافلة عند مسجد السيدة عائشة.. انطلقت الحافلة كنت مستمتعا بالطريق رغم الزحام و بالطبع صاحبت الرحلة جميع مشتملاتها الفلكلورية ، من باعه جائلين يصعدون للحافلة و يغادرون و لكل منهم أسلوبه في البيع و شخصيته المستقلة منهم ثقيل الظل و منهم خفيف الدم ومنهم من تتعاطف معها و مع ضعفها فتشتري منها بغرض المساعدة فقط و ليس بدافع الاحتياج لما تقوم ببيعه و منهم من تشيح بوجهك عنه لعدم اقتناعك به أو ببضاعته أو بأسلوبه و لما انسي نفسي فقد اشتريت: "كوز ذرة " مشوي ساخن و حلو المذاق . واصلت الحافلة القديمة رحلتها كامرأة عجوز اخذ منها الزمان أكثر مما أعطاها فاحني ظهرها و أبطأ حركتها.

ما أن وصلت إلي محطة مسجد السيدة عائشة رضي الله عنها حتى ترجلت سريعا من الحافلة . و بحثت وسط المارة عمن يمكنني الوثوق به و سؤاله عن الطريق فالزحام كان شديدا و امتزجت كافه أنواع و أشكال و أحجام و أجناس المارة في ذلك الميدان. سألت احد الباعة الجائلين عن كيفية الوصول لمسجد السيدة نفيسة من هناك:

سحب نفساً من سيجارة محليه وتكلم بأسنان مهترئه وامتزج صوته الأجش بأنفاس سيجارته الرديئة:
-امشي جمب الصور ده للآخر هتلاقي حارة هتخش فيها وتمشي وسط الطرب .. لغاية...

لم اعرف أن الطريق القصير بين مسجد السيدة عائشة و مسجد السيدة نفيسه سيكون بين المقابر و حقيقة في تلك البقعة لم اعثر علي اي سيارة أجرة و لم أحبذ الفكرة أيضا فسيارة أجرة داخل المقابر هي وسيلة ملائمة للاختطاف و السرقة .

فعلا مشيت إلي آخر السور و هي مسافة كبيرة نسبيا لم أقابل إنسانا واحدا خلالها و لم يكسر رتابة السور إلا بوابه حديديه صدئة يكسوها لون  اخضر باهت نظرت من خلال الباب الحديدي فرئيت و علي مرمي البصر شواهد قبور وآلاف المقابر بينها مدق ضيق خلعت ساعة يدي و أخرجت الجزء الأكبر من النقود و خبأتهما بحرص داخل كتاب صغير  كان بداخل حقيبة الظهر التي احملها تحسباً للظروف فقد اضطر إلي مواجه احد اللصوص داخل المقابر فاضطر لإعطائه ذلك المبلغ من المال كخسارة بسيطة قد تكون ثمناً لإنقاذ حياتي.

سميت اسم الله و بدأت قراءة القران و خطوت أولي خطواتي في ذلك المدق المتعرج، و الغريب انك لا تستطيع مشاهده منعطفاته فقط تجد نفسك تنحرف معه يمنهً و يسرةً.صبار قديم وصل إلي حد اللهاث من شدة العطش، كلاب ضالة ،مقابر ضيقة جدا  تتعجب كيف يدفنون الموتى بها من ضيق مساحتها مرورا بمقابر هي أفخم ما يكون: رخام وكتابات زخرفيه مذهبة تجاورها مقابر تحمل أسماء عائلات شهيرة و مقابر أخري مهجورة لا يعرف أصحابها طمست أسمائهم ونهبت عظامهم ،استطعت تمييز بعض المقابر المفتوحة و المنهوبة، تمنيت لو انتهي ذلك المدق ،انحرف بي المدق إلي مساحه أضيق من أن يعبر بها شخصين متجاورين و شاهدت علي بعد مترين فقط شخصا لأول مرة شاهدته فقط من خلفه و كان يحمل فأساً .. عرفت انه "تربي" رفعت صوتي قائلا ً:

-         السلام عليكم
التفت الي التربي كان وجهه مغبرا بالتراب حفر فيه الزمن أخاديد و خطوطاً متداخلة و عجيبة و كأنها كتابات شيطانيه و ليست تجاعيد .
-         وعليكم السلام
-         بعد إذنك عايز اروح مسجد السيدة نفيسه...
-         انت توهت ولا ايه ؟؟ طب بص كمل علي طول و لف الجاي شمال لغاية ما توصل لحارة السيدة نفيسة.

فعلا شعرت أنني قد فقد الاتجاه الصحيح فجميع المقابر تشبه بعضها البعض، تملكني الخوف و الوحشه ليس من الموتى، فالموتى لا خوف منهم و لكن الخوف من الأحياء طردت من راسي جميع الأفكار المرعبة و ما قرأته او سمعته عن الجرائم البشعة التي تطالعنا بها الصحف بين الحين و الأخر .كان على البدء من جديد و فعلا سرت بسرعة اكبر رغم شعوري بالتعب و الإنهاك و العطش حتى بدأت ملامح لبيوت سكنية تلوح من بعيد حمدت الله تعالي .

عجيب ذلك الموت الذي يسوي بين الغني و الفقير و اللص و الشريف فالغني يستطيع في الدنيا أن يسكن داخل "كومبوند" فاخر بعيدا عن الفقراء ويستطيع ألا يمتزج أو يحتك بهم طوال حياته لكنه لن يستطيع بعد موته أن يمنع وجود مقبرة لإنسان فقير بجوار مقبرته فلا توجد مقابر للفقراء و أخري للأغنياء...

أفقت من شرود ذهني و تأملاتي علي مشهد لخيال فتاة قادمة من بعيد كان سنها يقارب السابعة عشر او الثامنة عشر عاما ، ترتدي زيا مدرسيا قميصا وردي اللون و جونلة زرقاء و تحمل كتبها في يديها و تمشي بهدوء و اطمئنان و يحمل وجهها قدرا كبيرا من الجمال، كنت اعرف انه يبدو علي انني غريب عن المكان و ترددت كثيرا في سؤالها عن الطريق باعتبارها فتاة و انا رجل شارفت علي الأربعين عاماً ..فهي منطقة شعبيه لها قوانينها التي يجب احترامها ، ولكن لدهشتي لم أجد في الحارة غيرها من المارة و لا يوجد محل، او احد جالس وكأنها مدينة الأشباح علي يمين الحارة مجموعه من المنازل القديمة جداً و علي اليسار صف آخر من المقابر.سألتها:

-  بعد إذنك اروح مسجد السيدة نفيسه ازاي؟؟؟
- ردت بتلقائية غريبة و ابتسامه ودوده و كأنها كانت تنتظر السؤال:
- هي دي الحارة كمل علي طول هتلاقي الجامع في وشك ، شكرتها و انطلقت هي مستكملة طريقها في وداعه، كالظبية الآمنة ، وكأنه لا يشغل بالها أو يقلقها أنها تسير مجاورة لمقابر معظمها متهدم ومتهرئ.

واصلت السير حتى لاحت في الأفق مئذنة المسجد  وبدا القلب بخفق بعنف و فرحه فبعد لحظات سأكون داخل المسجد مستأنسا بصاحبة المقام و الحضرة الشريفة.
خلعت حذائي و أعطيته لمسئول حفظ الأحذية و دخلت إلي مكان الوضوء توضأت  و توجهت بعدها للمسجد لأصلي و أقرأ القران كما هي العادة قبل أن ازور المقام الطاهر .. لفت نظري وجود قماش ابيض موضوع بجوار الحائط و مطوي بعناية .. خمنت انه كفن أهداة احدهم لإدارة المسجد علي سبيل الصدقة.

 وبعد انتهائي من طقوسي ذهبت إلى مكان المقام الطاهر، دعوت الله بما شئت وشاء الله و فتح علي به، عدت أدراجي لحضور صلاة ألجماعه بعدها بدا توافد الجنازات المختلفة علي المسجد ليقام عليها صلاة الجنازة نظرا لقرب المسجد من المقابر . و كالعادة تم تجميع المتوفين معا في صلاة مجمعه، جاءت جنازة لرجل ثم لامرأة:

بعد صلاة العصر أعلن إمام المسجد أن صلاة الجنازة ستكون علي رجل و امرأة و طفل و شرح أن الدعاء للرجل و المرأة سيكون بصيغة المثني مثل "اللهم ارحمهما" أما بالنسبة للطفل فيكون الدعاء لأبويه بالأكثرية

:" ان يجعله شفيعا لهم في الآخرة وان يبدلهما خيرا منه و يصبر قلبيهما".

صلي المصلون بخشوع و كل قد اخلص في الدعاء وانأ معهم ..وبعد الصلاة جاء أهل المرأة و حملوا النعش و انطلقوا بها ثم هم أهل الرجل بحمل النعش لفت نظري ان النعش بدون غطاء . صاح اكبر أبناء المتوفى:
-         استني ياعم هتشيلو ايه الطفل ده منعرفش عنه حاجه؟؟؟!؟! ايه اللي حطه جنب ابوبا؟؟؟

انطلقت مسرعا في اتجاه النعش وبالفعل شاهدت نفس الكفن الذي رأيته عندما دخلت إلي المسجد بجوار المتوفى في نفس النعش؟؟

كان حجمه اصغر من حجم الطفل الرضيع.. صغير جدا لدرجه اعتقدت معها انه فقط قطعه قماش؟؟

امسك إمام المسجد بالمذياع و صاح: أب الطفل المتوفى يحضر فورا عند المحراب؟؟

لم يأت أي احد....
كرر مرة أخرى لم يأت احد...
سادت فترة صمت توقف معها الزمان ، هم احدهم بحمل النعش مرة اخرى، صاح الابن:
-         استني ياعم انا لا اعرف ايه ده و لا فتحناه و لا حتى معانا تصريح بدفنه...
تكررت النداءات في المذياع
علت بعدها الأصوات وتداخلت :
-         ده تلاقيه من حمل سفاح.
-         لا ده سقط..  مولود سقط.
-         صاح احدهم: في واحده ست جابته الصبح و مشيت و منعرفش عنها حاجه
-   صاح احدهم:  سيبها علي الله إكرام الميت دفنه، توكلنا علي الله و حملوا النعش بما فيه من الرجل العجوز و الطفل الذي قد يكون فعلا حملا غير مكتمل او غيره...
لم اعرف بعدها مصير الطفل و لكن لابد و ان الشهامة قد انتصرت فتم دفنه  بجوار الرجل.

ما أن عدت إلي منزلي بدأت في البحث و القراءة عن حكم الصلاة علي (السقط) غير مكتمل النمو و عرفت الكثير : فلو ان الوفاة حدثت قبل خلق الروح  فلا يصلي عليه و لا يكفن بل يدفن كما هو وربما تم لفه في قطعه بسيطة من القماش، اما لو أجهض الجنين بعد نفخ الروح و اكتمال خلقه اي بعد الشهر الرابع فيغسل و يكفن و يصلي عليه بل و تجري عليه أحكام الميراث أيضا و اذا ما كان الإجهاض عن عمد من جانب الأم مثلاً في حاله الحمل غير المرغوب فيه مثلا فعليها دفع "الديه" لأهل هذا الجنين سواء أكان الزوج أو الأعمام  واسترضائهم و"الديه" في تلك الحالة تسمي "الغرة" و هي تبلغ عُشر دية الرجل البالغ معلقه في رقبه المرأة  إلا أن يعفيها أهل الطفل..

لفترة طويلة فكرت كثيراً في أم ذلك الطفل: هل هو من سفاح كما قال ذلك الشيطان الآدمي؟؟ أم هي أم  ثكلى وفقيرة ولا تملك مقبرة،  ففكرت في تلك الفكرة لدفن طفلها؟؟

 لم يعد يشغلني ذلك كثيرا :فلقد صلي ما يقرب من ألف شخص صلاة الجنازة علي ذلك الطفل و نالها هي ووالده الكثير من الدعاء بإخلاص ربما سيكون في ذلك العوض لها عنه في الدنيا والآخرة.وربما كان كل ذلك بترتيب الهي ليتم دفن ذلك الطفل دفنا شرعيا في مقبرة ويتم الصلاة علي الصلاة اللائقة. تمت

علق وشارك


Premium Flexible Related Post Widget for Blogger – Blogspot

زوار أونلاين الآن


* تابعونا على الفيسبوك *

إحصائيات الموقع

enbee-world.blogspot.com.eg

إعلانات عمودية

 

 

  تصمـيم أزيـاء 

 كرم محمود


  خدمات شحن واستيراد وتصدير

  Dynamic Freight

دايناميك لخدمات الشحن 


إكسبريس فريت للشحن

اكسبريس فريت سرفيس للشحن

لاشنج - إعداد وتأمين وربط الشحنات - تخليص - نقل


عدسة عوالم منسية* نافذة على العالم *

* That '70s Show *

**أعلن عن نشاطك هنا**

**أعلن عن نشاطك هنا**

أرشيف الموقع

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

زاروا عوالم منسية حتى الآن

أكثر المقالات قراءة هذا الأسبوع

*** مقالات مميزة هذا الأسبوع***

10 أشياء أخذها مسلسل فريندز من ساينفيلد

لا شك أن مسلسل فريندز أو أصدقاء ( Friends )‏ لديه مجموعة أكبر من المشاهدين والمعجبين، لكنه في الأساس النسخة الثانية من " ساينفيلد &q...

* تابعنا باستمرار *

* إعلان إكسبريس فريت *

عندك شحنة، استيراد، تصدير؟: اضغط على السفينة

وسوم وكلمات البحث

سيارات (22) صحة عامة (22) قصص من الحياة (22) نافذة على العالم (19) English Posts (18) أحوال مصرية (18) سلطنة عمان (16) أفلام (14) قصص واقعية (13) مسقط (12) تقييم مستهلك (11) تقييم منتجات (11) شركات (11) سياحة (10) اعلانات (9) تأملات في عالم الإدارة (9) سيارات جديدة (9) قصص قصيرة (9) نصائح (9) بورنو (8) تربية (8) قصص ملهمة (8) مهارات ادارية (8) نفط وغاز (8) Advertising (7) أحوال عمانية (7) أطفال (7) الإسلام والمسلمون (7) تقييم إعلانات (7) تنمية بشرية (7) دعاية واعلان (7) قرأت لك (7) كتب (7) مسلسلات أمريكية (7) هجرة (7) ألمانيا (6) أمريكا (6) إعلانات (6) بترول (6) تأملات (6) ترجمة (6) رمضان (6) شركات بترول (6) فيديو (6) قضايا نسائية (6) كوميديا (6) مجلة ميكي المرئية المسموعة (6) يوميات مترجم حر (6) management (5) أستراليا (5) إسلام (5) تعليم (5) حوادث (5) قصة قصيرة (5) قصص العبر والحكم (5) قصص حب (5) كيف تتصرف (5) مصريون (5) موضة (5) هندسة بترول (5) AIR FREIGHT (4) CHARTERING (4) CUSTOMS CLEARANCE (4) FCL FREIGHT (4) GENERAL CARGO (4) INLAND FREIGHT (4) LATCHING SERVICE (4) LCL FREIGHT (4) PACKING (4) PART CARGO SHIPPING (4) Translation (4) leadership (4) أبراج (4) أخلاقيات (4) أفلام أمريكية (4) إسلام ومسلمون (4) إعلانات قديمة (4) إلكترونيات (4) ادارة (4) بطاقات (4) تقييم أفلام (4) تقييم مسلسلات (4) توعية (4) جمارك السيارات (4) حول العالم (4) شركات شحن (4) قيادة (4) كيف (4) مؤسسات (4) مدارس (4) مسلسلات كوميدية (4) معلومات عامة (4) مهنية (4) وسائل التواصل الاجتماعي (4) وفيات (4) Ajit khimji group (3) Europcar (3) Netflix (3) Product review (3) أخبار العالم (3) أخبرني_لماذا (3) أزياء (3) أمن المعلومات (3) اجتماعيات (3) اجراءات سلامة (3) انترنت (3) بروفايل (3) بنوك (3) تأمين الممتلكات (3) تطبيقات (3) تطور وظيفي (3) تطوير الشخصية (3) تطوير مهني (3) ثقافة (3) جرائم (3) حرائق (3) خدمات مصرفية (3) دراجات (3) زواج (3) ساعات (3) ساينفلد (3) سعادة (3) سوشيال ميديا (3) سيتكوم (3) شخصيات (3) شرطة مصرية (3) شركات تأمين (3) قضايا إسلامية (3) كاريكاتير (3) لافتات اعلانية (3) مسئولية اجتماعية للشركات (3) مسلسلات قديمة (3) مسلمون جدد (3) مسلمون في الخارج (3) مناسبات (3) منتجات العناية بالأطفال (3) منوعات (3) مواقف وطرائف (3) نتفليكس (3) واقعية رومانسية (3) وظيفة (3) ويكيبيديا (3) 2016 (2) Black box (2) Freelance (2) Paintings (2) Software (2) أجهزة كهربائية (2) أجهزة منزلية (2) أخبار أمريكا (2) أعمال تجارية (2) أعياد (2) أعياد ومناسبات (2) ألعاب (2) أيام عالمية (2) إجراءات (2) افلام العيد (2) انشاءات (2) تأملات من واقع أخبار (2) تأمين المركبات (2) تأمين وسائل التواصل الاجتماعي (2) تاريخ إسلامي (2) تحرش جنسي (2) تحليل أفلام (2) تدخين (2) تراخيص سيارات (2) تركيا (2) ترويج (2) تصميم أزياء (2) تقنيات (2) تكنولوجيا (2) جيب (2) حب (2) حقد اجتماعي (2) حكايات مصرية (2) حكم عقلك (2) حواديت مصرية (2) حيوانات (2) خرافات (2) دبي (2) دعوة للسعادة (2) ذكريات (2) سحر أسود (2) سفيرة السعادة (2) سيارات أمريكية (2) شاهدت لك (2) صحة نسائية (2) عدد وآلات (2) عروض (2) علاقات عامة (2) فاشون (2) فيات (2) فيسبوك (2) قانون (2) قصص ثراثية (2) قصص دينية (2) قضايا المسلمين في الخارج (2) قوائم (2) كاليفورنيا (2) كرتون (2) كوميكس (2) كيا (2) كيا سيراتو (2) مايكل ريتشاردز (2) محلات ملابس (2) مراسي بحرية (2) مراوح (2) مسئولة إنسانية للشركات (2) مسلسلات كرتونية (2) مسلمون (2) مشاهدات (2) مصر (2) نقد (2) نيويلاند (2) هولندا (2) وكالات دعاية واعلان (2) يوميات صندوق أسود (2) 2015 (1) A4 size paper (1) AccuVein (1) Ambulance (1) Anesthesiology (1) Black magic (1) CCU (1) CSR (1) Calender (1) Cardiology (1) Chest (1) Church wooden works (1) Dashboard Camera (1) Day2Night (1) Decorations (1) Dermatology (1) Diagnostic Radiology (1) Directories (1) Douby (1) ER (1) Ear studs (1) Endocrinology (1) Gastroenterology (1) Glass Painting (1) Greeting Cards (1) Home Care Medicine (1) Home decor (1) Home furniture (1) Hospital Furniture (1) Hotel furniture (1) ICU (1) Imitation Jewelry (1) Internal Medicine (1) JCopia (1) Jennifer Bricker (1) Landmark (1) Malabar Gold (1) Moto Guzzi (1) Necklace sets (1) Nexar (1) Office furniture (1) Omani Paintings (1) Recovery (1) Riviera for Skype (1) Shoba (1) Software Developer (1) Syed Hasan Abbas (1) That '70s Show (1) Themed Paintings (1) Themed Vases (1) VET (1) Wall Hangings (1) Water Color (1) Wooden floors (1) Yellow scribbles (1) bedroom (1) blood donation (1) child's bedroom (1) dash cam (1) dashcam (1) designs (1) dining room (1) gainmoneyfast.com (1) happiness (1) healthy food (1) how to be happy (1) inspiration (1) kitchens (1) living room (1) musings (1) road safety video (1) seinfeld (1) shoes (1) smoking (1) vacheron constantin (1) veinfinder (1) veinviewer (1) writings (1) آثار الإسكندرية (1) آثار مصرية (1) آداب وذوقيات (1) أحذية (1) أحمد السيد (1) أحوال الدنيا (1) أحوال العالم (1) أخبار الفن (1) أخبرني لماذا؟ (1) أدب (1) أدباء (1) أرمن (1) أضاحي العيد (1) أعاصير (1) أعمال فنيه (1) أغاني (1) أغاني أطفال (1) أغاني إسبانية (1) أفكار (1) أفلام توعوية (1) أفلام حربية (1) أفلام عربية (1) أفلام قديمة (1) أفلام مصرية (1) ألزهايمر (1) ألفا روميو (1) أمريكيون (1) إباحية (1) إدوارد مارتينيه (1) إل جي (1) إم جي (1) إنسانية (1) إيجابيات (1) إيطاليا (1) ابتكارات (1) ابحار (1) اتجاهات عصرية (1) اتصالات (1) اجتماع (1) اجهاض (1) احتفالات شعبية (1) احتفالات عمانية (1) استثمار (1) استثمار أموال (1) استثمارات جديدة (1) اسلاموفوبيا (1) اصابات (1) افلام قديمة (1) اقتصاد (1) اكسسوارات سيارات (1) الحلقات الكاملة (1) الدنمارك (1) السلامة على الطريق (1) السيدة نفيسة (1) الصين (1) الصينيون (1) العناية بالأطفال (1) المالديف (1) المدرسة اليابانية (1) المريوطية (1) النيل (1) الهند (1) اندونيسيا (1) باترول (1) بانكوك (1) براعم (1) بطاقة شخصية (1) بطولات عسكرية (1) بلاستيك (1) بوبكات (1) بيئة (1) بيبسي (1) تأجير (1) تأجير سيارات (1) تايلاند (1) تجارب انسانية (1) تجارة (1) تحفيز (1) تحقيقات (1) تدقيق داخلي (1) تذكرة (1) تسويق (1) تشارجر (1) تشالنجر (1) تغذية (1) تغيير (1) تقييم خدمات (1) تلت برش (1) تليفزيون (1) تليفون (1) تماسيح (1) توعية توعية صحية (1) توم هانكس (1) ثقافة العمل (1) جريمة (1) جوجل (1) جولة حرة (1) جوليا روبرتس (1) جيلي (1) حدث بالفعل (1) حسد (1) حفارات (1) حقول بترول (1) حلقات كاملة (1) حلويات (1) حماية من السرقة (1) خدمات (1) خدمات تسويق (1) خدمة عملاء (1) خروف العيد (1) خريف (1) خصوصية (1) داش كام (1) داون (1) دراجات نارية (1) دفع رباعي (1) دودج (1) ديليفري (1) دين (1) ذكريات قديمة (1) رحلات (1) رسم (1) روتين (1) رياضة (1) ريفيو (1) ريفيوهات (1) رينيجيد (1) زهايمر (1) ساعات g-shock (1) ساعات سويسرية (1) ستايل (1) سرقة (1) سكر وعربدة (1) سكري (1) سلامة (1) سمع (1) سنغافورة (1) سويسرا (1) سيارات إيطالية (1) سيارات رياضية (1) سيارات فاخرة (1) سياسة عالمية (1) شاحن موبايل (1) شاحنات (1) شاطئ الزجاج (1) شباب (1) شبكات محمول (1) شبكة المعلومات (1) شتاء (1) شخصيات عالمية (1) شخصيات من العالم (1) شخصيات نسائية (1) شرطة (1) شعوب العالم (1) شهداء حرب أكتوبر (1) شهر عقاري (1) شواطئ (1) شيفروليه (1) شيفروليه كروز (1) صب واي (1) صحار (1) صفحات فيسبوك (1) صناعة (1) صورة وحكاية (1) صيانة (1) صيانة سيارات (1) طابعات (1) طابعات حرارية (1) طب بيطري (1) طيران (1) عانس (1) عروض ترويجية (1) علاقات (1) علامات تجارية (1) علم (1) علم نفس (1) عمود السواري (1) عنف مدرسي (1) عنوسة (1) عيد الأضحى (1) عيد الحب (1) عُمان (1) غذاء (1) غربة (1) فرنسا (1) فن الحياة (1) فن الخردة (1) فن تشكيل الخردة (1) فن تشكيلي (1) فنادق (1) فنانون فرنسيون (1) فنلندا (1) فنون تشكيلية (1) فوائد (1) فورد (1) فوريو (1) فولفو (1) فيسكونتي (1) فيمينست (1) قانون الإضافة البسيطة (1) قبرص (1) قصة (1) قصص انسانية (1) قصص حقيقية (1) قضايا اجتماعية (1) قضايا ساخنة (1) قلوب الناس (1) قنوات أطفال (1) قوارب (1) قوارب شراعية (1) كاسيو (1) كاشف الأوردة (1) كاميرات (1) كتاب (1) كرايسلر (1) كروشيه (1) كشف الأوردة (1) كلاب (1) كلمات (1) كمبيوتر (1) كنتاكي (1) كندا (1) كورونا (1) كوفيد (1) كوكاكولا (1) كوكوواوا (1) كول سنتر (1) كونتراست (1) لغة مصرية (1) مأثورات شعبية (1) ما تفعل لو (1) مارينا (1) ماستركارد (1) ماكجيفر (1) مال وأعمال (1) محافظ استثمارية (1) محسن حيدر درويش (1) محمد مستجاب (1) مذكرات (1) مراسي (1) مراهقة (1) مرسى (1) مرسى الموج (1) مرسى مطروح (1) مركبات (1) مركز اتصال (1) مرور (1) مزارع أبقار (1) مسامير (1) مستال (1) مسلسلات رمضان (1) مسلسلات سعودية (1) مسلمو أستراليا (1) مشاريع (1) مشاريع عقارية (1) مشاريع عملاقة (1) مشاكل (1) مشاكل عاطفية (1) مصر زمان (1) مطاعم (1) معدات ثقيلة (1) معدات سيارات (1) معركة المنصورة الجوية (1) مغامرات (1) مقالات مترجمة (1) مقاومة الحشرات (1) مكاتب (1) مكيفات (1) من هنا وهناك (1) مهاجرون (1) مهام (1) مواقف شخصية (1) موتو جوتسي (1) موتو جوزي (1) مياه الواحة (1) مياه معدنية (1) ميركيور (1) نباتات طبية (1) نساء مسلمات (1) نظافة (1) نظريات (1) نكت (1) نمذجة معلومات المباني (1) نيسان (1) نيسان باترول سوبر سفاري (1) نيويورك (1) هاتف (1) هاواي (1) همبل عمان (1) هنود (1) واقع افتراضي (1) واقع مصري (1) ورد (1) وظائف (1) يخوت (1) يوتيوب (1) يوربكار (1) يوم المعلم العماني (1) ڤاشيرون كونستانتين (1)