كنت في أحد مراكز التسوق.. وفي ركن الملابس وقفت أتأمل بعض الموديلات في حيرة من أمري، وفي نفس القسم (الرجالي) كانت هناك امرأة وابنتها - البنت تبدو في اوائل المرحلة الاعدادية وفي حالة من الجنون بسبب الرغبة في شراء أي شيء!!.. وكانتا تقلبان في الملابس (الرجالية) والأم لا يعجبها شيئ فتقلب وتترك الرف وتذهب سريعاً الى الذي يليه ..
وأمام البنطلونات الجينز (الرجالي) وقفت في حالي متأملاً في الاختيارات – ونظراً لأني كنت وقتها اعيش في دولة كثير من ساكنيها من الأجانب عن البلد وتختلط بها أجناس كثيرة من الناس - ولهذا قد لا تعرف أذا كان الرجل أو المرأة عربيان أو من الشعب الهندي أو حتى الخليجي إذا ارتدوا ما يخالف المتعارف عليه من أزياء... على ما يبدو ظنتني هذه الطفله ممن لا يتحدثون بالعربية واذا بها تقول - وهي تريد أن تنفرد بالرف - عسى ان يعجب أمها أي شيء فتشتريه لها:
( ..ده حلو؟ وتنظر لأمها المتأففة.. طب ده؟... والراجل ده واقف بتناحة أمه!!! (تقصدني بالطبع فلم يكن هناك غيرنا نحن الثلاثة) .. فتركت لها الرف بدون أن أظهر أني فهمت شيئاً... ولم تطيلا الوقوف وتبخرتا سريعاً من المكان..
تأملت الموقف ساخراً...وابتسمت حين تخيلت الموقف لو أسمعتها أني فهمت ما قالت وتخيلت الخجل الذي قد يلحق بالأم من طول لسان ابنتها – التي فشلت في تربيتها
في الواقع لم أخرج بشيء من هذا الموقف العابر.. سوى أن هذه الابنة الوقحة هي مجرد نتيجة لتربية الأم الخاطئة التي قد تكون جاهلة ( أو متعلمة فالعلم والجهل يستويان في زماننا هذا) وليست على درجة من الوعي... فلم تهتم بتعليم ابنتها آداب الحديث والتعامل مع الغرباء – لقد فشلت في تعليمها احترام الناس حتى لو اعتقدت أنهم لا يفهمونها
جيل بعد آخر ينتقل الجهل وقلة الذوق من أم لابنتها... وعلى رأي المثل المصري الصميم:
إقلب القدرة على فمها.. تطلع البنت لأمها
<<<<<<<<للتعليق: اضغط هنا>>>>>>>>
أداب - سلوكيات - سلوك الأطفال - تربية الصغار - تربية - آداب عامة - تربية الأطفال